لم يكن الطفل منير حزينة الوحيد الذي توفّي أمس، متأثّراً بإصابةٍ تعرّض لها جرّاء إطلاق النار عشوائيّاً في تشييع حزب الله لأحد مقاتليه. فالأخلاق المهنيّة، التي يجب أن تتوفّر لدى أيّ إعلامي أو مؤسّسة إعلاميّة، مهما اختلف توجّهها، ماتت أيضاً لدى أحد "الزملاء" في محطة الـ otv الذي مارس عمليّة قرصنة ظاهرة، في تقرير "أعدّه" عن الطفل حزينة.
فمراسل الـ otv جاد أبو جودة لم يتكلّف، لإعداد تقريره عن الحادث الأليم، عناء التوجّه الى المستشفى أو منزل ذوي الضحيّة، لإجراء المقابلات وجمع المعلومات ومنح موضوعه ما يستحقّه من عناية تستأهلها مأساويّة رحيل ابن الخمس سنوات، فقبض على تقرير أعدّه في 11 حزيران، أي تاريخ إصابة الطفل، الزميل في الـ mtv حسين خريس، واستولى على كامل الصور واللقطات التي جمعها الزميل المراسل والزميل المصوّر وبعض المضمون الكلامي، وحذف "لوغو" الـ mtv وكتب اسمه على التقرير، في عمليّة سرقة واضحة ولا تقبل الشكّ وتؤكّد على فقدان الحدّ الأدنى من الأخلاق المهنيّة الإعلاميّة لدى مرتكبها.
فهل تمّ الأمر بعلم إدارة أخبار المحطة الزميلة أم هو عمل فردي يستحقّ مرتكبه المحاسبة؟ وما هو موقف المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع من هذه السرقة الإعلاميّة الواضحة؟ وهل من الممكن أن نتحدّث عن مهنيّة إن غابت عنها الأخلاق؟
تجدر الإشارة الى أنّ معدّ التقرير المنسوخ فاته أن يذكر مَن هي الجهة التي أطلقت النار عشوائيّاً ولماذا... وتلك قصّة أخرى.