في موازاة الوضع في الداخل، التطوّرات في الجرود على حالها، وفي المقلب السوري ما زالت المبادرة العسكرية بيَد التشكيلات المعارضة على اختلافها، على رغم الكلام عن تحضيرات عسكرية من وراء الحدود السورية ترمي لتصحيح الخَلل الفاضح الذي ظهرَ على الأرض في الأسابيع الأخيرة.
السفير :
كشفت مصادر لبنانية في العاصمة الفرنسية لـ«السفير» ان الهبة السعودية بقيمة ثلاثة مليارات دولار لتسليح الجيش اللبناني عن طريق الفرنسيين باتت بحكم المجمدة حاليا، في ضوء التحقيقين الفرنسي من جهة والسعودي من جهة ثانية.
وقالت المصادر ان رئيس الديوان الملكي السعودي السابق خالد التويجري موضوع حاليا في ما يشبه الإقامة الجبرية وممنوع من السفر من السعودية، وهو يغادر منزله صباحا ويدخل الديوان من باب خلفي حيث يتولى يوميا عدد من موظفي الديوان استجوابه، بإشراف ولي العهد الثاني وزير الدفاع محمد بن سلمان، وأشارت الى أن الاستجواب يشمل كل موازنات ومصاريف الديوان في السنوات الأخيرة، داخليا وخارجيا بما فيها صفقة المليارات الثلاثة ومن هي الجهات التي استفادت لبنانيا وفرنسيا من العمولات.
وعلى ايقاع هذا التطور السعودي وغيره من التطورات، يحاول سعد الحريري تعزيز حيثيته السعودية بطريقة مختلفة نتيجة سياسة الأبواب الموصدة التي تواجهه هناك، خصوصا من جانب ولي العهد الأول الأمير محمد بن نايف. لذلك، قرر أن يستعير شيئا من «أدوار» والده الرئيس رفيق الحريري، عبر استخدامه، ما يسميه القريبون منه، «نفوذه الروسي» ضاربا عصفورين بحجر واحد: زيادة رصيديه السعودي والروسي في آن معا.
وإذا كان مفهوما حرص الحريري على زيادة الرصيد السعودي مع تبدل الإدارة السعودية ووصول الملك سلمان الى سدة الحكم مع فريق جديد أبرز وجوهه محمد بن نايف ومحمد بن سلمان، فان رئيس الوزراء اللبناني الأسبق يحاول الاستفادة من محاولات السعوديين توسيع هوامشهم الدولية بعد حرب اليمن، لذلك كانت زيارته الأخيرة الى روسيا، واجتماعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بمثابة محطة تحضيرية لزيارة الوفد السعودي الذي ترأسه ولي العهد الثاني وأفضت إلى توقيع العديد من الاتفاقيات.
وكان لافتا للانتباه أن الحريري شارك في أخذ موعد لوزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان مع الدبلوماسي الروسي ميخائيل بوغدانوف في مدينة كان الفرنسية مطلع الشهر الحالي، من دون أن يعرف ما اذا كان الجانب الأميركي راضيا عن الدور الذي يقوم به الحريري على خط موسكو ـ الرياض في الآونة الأخيرة.
ووفق مصادر لبنانية مقيمة في باريس، فان بوتين أبلغ الحريري أن موسكو هي التي منعت سقوط النظام السوري وليس طهران، وقال بوتين: «لم يكن الرئيس بشار الأسد صديقا لنا، بل هو أدار ظهره لنا عندما استلم السلطة وكان يراهن على انفتاحه على الغرب، وباشر بخطوات تطبيع سريعة، خصوصا مع الفرنسيين، ولكن مع اندلاع الأزمة في سوريا، تبين له أن لا أحد يمكن أن يحميه أفضل من روسيا».
وتقول المصادر نفسها ان بوتين نصح السعوديين، عن طريق الحريري، أن يسحبوا من قاموسهم نظرية إسقاط الرئيس الأسد، وقال لهم انه كلما تم التشبث بهذا الشعار ستكون موسكو وطهران معنيتين بإبداء العكس!
وبدا واضحا من خلال مجريات زيارة الحريري الأخيرة أنه حاول تقديم توضيحات للروس حول أسباب عدم مضيه بخيار تسليح الجيش اللبناني عن طريق روسيا، في ضوء «الفيتو» الذي وضعه الأميركيون على أية محاولة لتنويع مصادر تسليح الجيش اللبناني عبر اللجوء الى أسلحة روسية، كما أبلغهم أنه لن يتراجع عن قرار امداد قوى الأمن الداخلي والأمن العام اللبناني بأسلحة روسية بقيمة 22 مليون دولار أميركي، معتبرا أن توقيع وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق صار نافذا في انتظار إيجاد آلية تضمن تحويل الأموال للجانب الروسي، بعد فشل محاولات سابقة بسبب العقوبات الدولية المصرفية المفروضة على روسيا.
النهار :
تستعد الهيئات الاقتصادية والعمالية والنقابية لتحرّك كبير تطلق عبره صرخة في وجه الأخطار والتداعيات المتفاقمة الناشئة عن الأزمات السياسية المتعاقبة والتي كان آخرها الازمة الحكومية في ما يعد أحد الانعكاسات المباشرة للانهيارات الاقتصادية والاجتماعية التي تزحف على البلاد. وإذ يشكل هذا التطور رسالة مباشرة الى معطلي الحكومة والمؤسسات الدستورية، يتوقع منظمو التجمع الكبير الذي سيقام في 25 حزيران في مجمع البيال ان يشكل خطوة نادرة بضمه الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام وهيئة التنسيق النقابية والمهن الحرة لاطلاق ما سمي "قرارا ضد الانتحار" للخروج من الشلل السياسي ومسار التعطيل بعد الفراغ الرئاسي المتمادي، علما ان ما يميز هذه المبادرة عن التحركات الاقتصادية والنقابية السابقة هي انها ستضم اوسع الشرائح الانتاجية والعمالية والنقابية كتشكيل ضاغط على القوى السياسية.
مجلس الوزراء
اما على صعيد الازمة الحكومية، فعلمت "النهار" أن رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الذي غادر لبنان امس في إجازة خاصة يعود منها الاثنين الى بيروت سيقرر موضوع توجيه الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء في ضوء الاتصالات الجارية. وقد اتصل الرئيس سلام قبل مغادرته لبنان برئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ليبلغهما أنه لا يمكن البلاد أن تبقى من دون دعوة الحكومة الى الانعقاد، وإنه ينتظر منهما حصيلة الاتصالات التي سيجريانها في الايام المقبلة. ورجحت مصادر وزارية ألا تكون هناك دعوة لمجلس الوزراء الاسبوع المقبل وإنما في الاسبوع الذي سيليه وليس ثمة قرار بتأجيل الجلسات الى ما بعد رمضان، ذلك ان تجاوز تعليق جلسات مجلس الوزراء فترة غير محددة سيرتب نشوء تعقيدات اضافية يصعب معها اكثر فاكثر احتواء الازمة ومعالجتها. ولوحظ في هذا السياق ان النائب جنبلاط تحرك بقوة عقب عودته ووزير الصحة وائل ابو فاعور من عمان في اتجاه تكثيف الجهود لايجاد مخرج للازمة الحكومية وتأمين انعقاد مجلس الوزراء في فترة غير بعيدة.
وفي هذا الاطار، تدور مشاورات في شأن اقتراح قدمه في آخر جلسة لمجلس الوزراء وزير العمل سجعان قزي يقضي بعقد ثلاث جلسات متلازمة للحكومة: الاولى تخصص للموازنة بعدما عقد مجلس الوزراء سبع جلسات حتى الآن لإقرارها، والثانية للبحث في موضوعيّ التعيينات وعرسال، والثالثة للبحث في جدول الاعمال.
وفي هذا السياق، أكد وزير البيئة محمد المشنوق في حديث الى "النهار" ان الرئيس سلام "يصبر ويحاول معالجة الموضوع واذا فشل سيدعو الى جلسة ويحمل الأطراف مسؤولياتهم". ورأى المشنوق بدوره ان تتم الدعوة الى جلسة خاصة بالتعيينات الامنية مرة ثالثة ويدعى مجلس الوزراء الى جلسة اخرى وفق جدول اعمال عادي. وقال: "عادة عند الفشل في بت موضوع يوضع جانبا وننتقل الى بنود اخرى واذا لم يقبلوا يصبح الامر تسلطاً، اما القول بند التعيينات او لا جلسات فهذا كلام غير قابل للصرف".
وعلى صعيد متصل بالانعكاسات السلبية للأزمة الحكومية، علم أن سفير فرنسا في لبنان باتريس باؤلي أبلغ وزير التربية الياس بو صعب أن حكومته مضطرة بسبب أنظمة فرنسية الى أن تحوّل هبة مقدارها 49 مليون يورو مخصصة لبناء مدارس من لبنان الى بلد آخر، إذا لم توافق الحكومة اللبنانية على قبولها في وقت محدد.
المستقبل :
لن يعود الطفل مُنير حزينة إلى بلاده ثانية ولن يحلم بعد اليوم بحديقة صغيرة يلهو بها هرباً من ضجيج الناس وأصوات الرصاص بعدما قضت رصاصة «طائشة» على طفولته وأحلامه الصغيرة وجّهها عناصر من «حزب الله» إلى رأسه الطريّ أثناء تشييعها عدداً من القتلى كانوا سقطوا في القلمون في منطقة الغبيري.
يُمعن «حزب الله» في زرع القتل في كل مكان بحيث لم يعد هناك مكان آمن يُمكن اللجوء اليه بعدما حوّل كل الأمكنة إلى برك من الدماء. لا وجهة مُحدّدة لرصاصه، فكل الوجهات أضحت ملكاً له، وكل الأجساد تحوّلت بدورها إلى هدف قاتل من أهدافه المُنتشرة على طول خط الموت الواحد من اليرموك الى بيروت، وآخر أهداف الحزب منير ابن السنوات البريئة الخمس الذي قابل رصاصة اخترقت رأسه بابتسامة أخيرة رسمها على ثغره وهو ينظر إلى شقيقته قبل أن يسقط من على أرجوحة العمر.
عند الخامسة من فجر يوم أمس ومن داخل غرفة العناية الفائقة في مستشفى «المقاصد« خرج خبر وفاة بل مقتل الطفل مُنير بعد أسبوع أمضاه بين الحياة والموت الى أن نال الأخير منه. خبر نزل كالصاعقة على العائلة التي كانت تنتظر خروج أحد الأطبّاء أو المُمرّضين ليزّف اليهم خبراً عن طفل قرّرت رصاصات الحقد أن تُبقيه في غيبوبته لكن هذه المرّة ستكون الغيبوبة أبديّة وسيطول فيها مشوار مُنير إلى أن يقف ذات يوم وجهاً لوجه مع قاتله ويسأله عن سبب حرمانه من حضن أمّه وعطف والده وضحكات شقيقتيه وهما تلحقان به داخل منزل صغير ما زال شاهداً على أحلامه الكثيرة.
الديار :
لا جلسات للحكومة خلال شهر رمضان ولا حلول لملف التعيينات الامنية، ولم تتبلور اي صيغة حتى الان. حتى ان اوساط الرئيس سلام تؤكد انه لم يحسم امر في شأن عقد جلسة للحكومة خلافا لكل المواقف التي تتحدث عن جلسة قريبة الاسبوع المقبل او الذي يليه.
وفي ظل الجمود على الصعيد الحكومي، اشارت معلومات الى مساع فرنسية جديدة وقديمة حول الملف الرئاسي. وعن تحرك فرنسي باتجاه ايران، يزور مدير دائرة الشرق الاوسط وافريقيا آلان جيرو ايران لبحث العلاقات بين البلدين والملف الرئاسي اللبناني، كما سيجري جيرو ومسؤولون فرنسيون اتصالات مع المسؤولين السعوديين والروس من اجل تحريك الملف الرئاسي اللبناني. وكان جيرو قد قام في فترة سابقة باتصالات على خط الرياض - طهران - موسكو بشأن الملف الرئاسي لم تثمر عن شيء ، وكشف عن تعقيدات في هذا الملف. كما ان ممثلة الامم المتحدة في لبنان كاغ قامت بزيارة الى طهران والرياض، وبحثت الملف الرئاسي، وحضت المسؤولين في البلدين على دعم اجراء انتخابات رئاسية في لبنان، نتيجة الاوضاع الصعبة فيه، ولم تظهر اي نتيجة في هذا الملف.
التيار العوني
اما على الصعيد الحكومي فأشارت معلومات الى اتجاه لدى تيار المستقبل لابقاء خطوط التواصل مفتوحة مع الرابية، ورد العماد عون بأن ابواب الرابية مفتوحة لأي مسؤول في تيار المستقبل. لكن معلومات لمصادر مسيحية قريبة من التيار الوطني الحر، اكدت ان اي محاولات من جانب المستقبل او غيره لاقناع العماد ميشال عون بالتراجع عن موقفه بما يتعلق بالتعيينات الامنية او حتى تأجيل البحث بهذا الملف الى ايلول المقبل لم تحقق غرضها. وقالت ان العماد عون لن يغير في موقفه تحت اي ظرف من الظروف فهو يشعر ان هناك من يسعى «لتزحيطه» واعطائه وعودا غير قابلة للصرف، فهو مقتنع بالمثل القائل «من جرب المجرب عقله مخرب». وبالتالي فإن موقفه سيكون حاسما مع تيار المستقبل، لجهة عدم تكرار ما حصل في اللقاءات السابقة بين الطرفين.
الا ان مصادر سياسية عليمة استبعدت ان يصل الخلاف حول التعيينات الامنية الى «صدام كبير»، لان كل الاطراف لا ترغب في الوصول الى هذا المنحى نظرا لارتداداته الداخلية. لكن المصادر لم تستبعد ان تجتمع الحكومة بغياب وزراء 8 آذار، لكن بحضور وزراء الرئيس بري، من دون ان تتخذ الحكومة قرارات اساسية، الا ان المصادر رجحت اعطاء المشاورات والاتصالات المزيد من الوقت وقد تستمر هذه الفرصة الى ما بعد شهر رمضان.
ويقول مصدر قيادي بارز في التيار الوطني الحر ان التيار الوطني اعد خطة تصعيدية متدحرجة الى الشارع، ويتحدث المصدر عن تعبئة شاملة بدأها التيار من خلال اللقاءات الشعبية والتحشيد الذي بدأ في الرابية.
الجمهورية :
في موازاة الوضع في الداخل، التطوّرات في الجرود على حالها، وفي المقلب السوري ما زالت المبادرة العسكرية بيَد التشكيلات المعارضة على اختلافها، على رغم الكلام عن تحضيرات عسكرية من وراء الحدود السورية ترمي لتصحيح الخَلل الفاضح الذي ظهرَ على الأرض في الأسابيع الأخيرة.
وأمّا سياسياً فبَرز موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أكّد، بعد ساعات على لقائه وليّ وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تمسّكَ بلادِه بالرئيس السوري بشّار الأسد، خشيةً مِن أن تؤدّيَ الإطاحة به إلى انزلاق سوريا لمزيدٍ مِن الفوضى.
وقد جاء هذا الموقف الروسي على نقيض ما نُسِب إلى الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي لجهة الاستعداد لمواجهة تداعيات سقوط النظام السوري، على رغم أنّ القاهرة تتقاطع وموسكو في مقاربة الأزمة السورية.
الأزمة الحكومية تُراوِح
وفي حين استمرّ الملف الرئاسي معَلقاً، مع توالي المؤشّرات إلى تمديد الشغور في قصر بعبدا، راوَحت الأزمة الحكومية مكانها على رغم التعويل بأن تشَكّل أجواء شهر رمضان فرصةً لتزخيم المساعي لإعادة عجَلة العمل الحكومي إلى الدوران، بفعل تمسّك «التيار الوطني الحر» بأولوية إقرار التعيينات العسكرية والأمنية. وتترقّب الأوساط ما سيُعلنه رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون من مواقف تصعيدية اليوم وغداً.
وقد انكفَأ النشاط السياسي أمس وغابت المواقف والتحرّكات، وساد الترَقّب في انتظار خطوةِ رئيس الحكومة تمّام سلام المقبلة بعد تصاعدِ الدعوات الى ضرورة أن يمارس الصلاحيات التي يَمنحه إياها الدستور بدعوةِ مجلس الوزراء إلى الانعقاد وتحديد جدوَل أعماله.
وقالت مصادر سياسية مطّلعة إنّ الاتصالات التي جرَت في الأيام الماضية لإحياء الاجتماعات الحكومية لم تصِل إلى أيّ نتيجة إيجابية على رغم الأجواء التي أوحَت بها عين التينة والسراي الحكومي على خلفيّة إصرارهما على حماية الحكومة بالحَدّ الأدنى من تضامنها الهَشّ المهَدّد في أيّ لحظة تَخَلٍّ.
وعلمَت «الجمهورية» أنّ سلام غادرَ بيروت بعد ظهر أمس في زيارةٍ خاصة إلى الخارج، في عطلة تمتدّ أقلّه حتى مطلع الأسبوع.
وعليه، نُقِل عن أحد العاملين على خط الاتّصالات قوله «إنّ المشاورات في إجازة والدعوة إلى جلسة جديدة لمجلس الوزراء في جيبِ رئيسِها فقط» .
مصادر وزارية
في غضون ذلك، توَقّعَت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» أن لا يدعو رئيس الحكومة طوال شهر رمضان إلى جلسة لمجلس الوزراء، وأن تُستأنَف الجلسات بعد عيد الفطر. وكشفَت أنّ وزير «حزب الله» محمّد فنَيش الذي زارَ سلام مطلعَ الأسبوع طلبَ إعطاءَ مهلة شهر رمضان للاتصالات واعداً بالعمل على إيجاد مخرج للأزمة الحكومية للوصول إلى نتيجة إيجابية.
وتحدّثت المصادر في المقابل، عن رأيٍ ضاغط على رئيس الحكومة يناديه بعَقد جلسة لمجلس الوزراء بَعد استنفاد المهلة التي يَراها مناسبة لإجراء المشاورات والاتصالات وعدم الرضوخ لتعَنّت فريق سياسي، كون البلد لا يَحتمل تأجيلَ ملفات وبنود ضاغطة، في اعتبار أنّ أيّ جلسة ستُعقَد متوافرة فيها المعايير الدستورية والميثاقية وتراعي مقدّمةَ الدستور القائلة بأن لا شرعية لأيّ سلطة تناقِض ميثاقَ العيش المشترك، وفي حال غياب وزراء «التيار الوطني الحر» أو مقاطعة الطرَف أو الأطراف التي ستؤازره، فإنّ نصاب الثلثين مؤمّن بعَقد أيّ جلسة، كذلك إنّ مراعاة المكوّنات الطائفية موجود.
البلد :
حتى الساعة لا شيء يوحي ان هناك تقدماً في المشاورات لعودة مجلس الوزراء الى الإنعقاد في ظل تمسك كل طرف بموقفه، في المقابل عادت اخبار المعارك الجارية في جرود عرسال الى التصدر مع حديث عن تقدم لحزب الله في المعركة بوجه النصرة وداعش.
وفي السياق اشارت معلومات صحافية الى إمكانية حلحلة ملف المخطوفين بيد جبهة النصرة الارهابية خلال اسبوعين والى انباء عن محاصرة حزب الله لابو مالك التلي في جرود عرسال.
وأوضحت مصادر متابعة للعمليات العسكرية الحاصلة في جرود عرسال لوكالة "أخبار اليوم" أن في فترة أقصاها أسبوعان سيتم الإفراج عن العسكريين المخطوفين من خلال "صفقة تبادل" من نوع آخر، مختلفة عن كل الأسماء التي كانت قد طرحت في السابق في وسائل الإعلام.
وكشفت المصادر أنه إضافة الى الجهود التي يقوم بها مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، يحاصر "حزب الله" موقعاً استراتيجياً بالقرب من جرود عرسال، يوجد فيه عدد من المسلحين على رأسهم أمير جبهة "النصرة" في القلمون أبو مالك التلي.
ولفتت المصادر الى أن مفاوضات تجرى على أكثر من مستوى تشمل عدداً من الدول الإقليمية كقطر وتركيا والسعودية من أجل ايجاد مخرج ما يمهّد لانسحاب أبو التلي ومجموعته مقابل تسليم العسكريين المخطوفين بالتزامن. وتوقعت المصادر أن يكون ذلك عبر معبر جوي حيث يتم نقل هؤلاء بمروحية او طوافة الى الأراضي التركية.
ميدانياً ايضاً قتل القيادي في داعش المدعو أبو عائشة الليبي و6 مسلحين آخرين إثر استهداف "حزب الله" اجتماعاً لهم في خربة حمام على أطراف جرود عرسال، بينما كانوا يعدون لهجومٍ على جرود بعلبك، وفق ما أعلنت قناة "المنار" التي اشارت ايضا الى ان الحزب دمر آليتين وقتل وجرح من فيهما من مسلحي داعش، وعرف من القتلى، القيادي أبو عكرمة الزهوري والمدعو احمد عبد المحسن.