شهد التجمع الذي أقامه عدد من الشخصيات المدنية الشيعية في ساحة رياض الصلح في بيروت يوم الأربعاء الماضي جملة تعليقات ومواقف ، وسخّرت الماكينة الإعلامية الممانعة والتابعة لحزب الله تحديداً بعض عناصرها وأقلامها كعادتها لكيل السباب والشتائم تحت مسميات وعناوين مختلفة .
موقع العهد الإخباري ترك شؤون الأمة وشجونها وشؤون الحزب ومصائبه ليتحدث عبر أحد المستكتبين لديه، أصحاب الأقلام المسبقة الدفع ليشن هجوماً على هذا التجمع وهذه الشخصيات بطريقة ساخرة مبتذلة تفتقد لأدنى مقوّمات المهنية الإعلامية والصحفية .
أخذ الكاتب على هذا التحرك قلة العدد، ساخراً من التجمع المذكور وأهدافه وغاياته على جري عادتهم في التشهير والإنتقام والتخوين والتهم الجاهزة ، ومقارناً بين العدد الذي لبّى دعوة هذه الشخصيات وبين ما أسماه "جمهور المقاومة " دون التطرق إلى الإمكانات المحدودة جداً التي يملكها هؤلاء والإمكانات الهائلة التي يملكها حزب الله .
إمكانات محدودة جداً ، لكنها رؤية سياسية واسعة وحالة اعتراض سياسية سلمية على سياسات حزب الله التدميرية بحق الوطن والطائفة ، إمكانات محدودة جداً، استطاعات أن تقول كلمتها في زمن الترهيب الذي يعتمده حزب الله ضد معارضيه ومخالفيه في الرأي، وفي زمن التخوين الذي يلجأ إليه عندما يستشعر علو الصوت ويسمع صدى الإعتراض .
إمكانات محدودة جداً، قالت كلمتها بكل جرأة وسلمية وسجلت إعتراضها على سياسة تكاد تخنق البلاد والعباد وتكاد تقضي على ما تبقى من آثار الطائفة الشيعية ومقدراتها ومكوناتها الإجتماعية والدينية والسياسية والثقافية .
إنّ الإمكانات المادية الهائلة المتوفرة لحزب الله تستطيع أن تصنع جمهوراً تحت مسميات مختلفة ومنها "جمهور المقاومة " ، إلا أنّها لم تبنِ دولة ولم تستطع تقديم الحلول الملائمة لمشاكلنا الإقتصادية والإجتماعية والتربوية والصحية ، كل همها ثقافة الحرب والقتل وثقافة "الإستشهاد" ليس في لبنان وحسب بل على مساحة الوطن العربي عموماً ، وثقافة الإستشهاد على قداستها إلا أنها ليست هدفاً لا في الدين ولا في الإسلام ولا في تعاليم الطائفة الشيعية ومعتقداتها .
إنّ الإمكانات الضخمة التي يمتلكها حزب الله تستطيع شراء وطن يرزح تحت نير الأزمات الإقتصادية والإجتماعية الخانقة، وتستطيع شراء شعب بكاملة يرزح تحت نير البطالة والفقر والتشرد والبحث عن لقمة العيش، وهكذا يستقطب حزب الله ما يسميه "جمهور المقاومة " قياساً على نسبة الحضور في التجمع الذي أشرنا إليه آنفاً .
إنّ هذه الإمكانات لو قدرت لهذه الشخصيات الشيعية التي قادت هذا التحرك الجريء لإستطاعت أن تجمع مليون شيعي ومليون إعتراض على حزب الله وسياساته وممارساته وأفعاله، ولاستطاعت أيضاً أن تخرج المجتمع الشيعي من أتون هذه الحروب القاتلة، ولاستطاعت أن تخرج الشباب الشيعي من دوامة القتل تحت مسمى الإستشهاد سيما وأنّ الغالبية العظمى من هؤلاء الشباب إنّما تنتسب لحزب الله لقاء بدلات مادية لا يمكنها الحصول عليها من خلال فرص عمل أخرى، في وطن يشكو أبناؤه وشبابه البطالة وقلة فرص العمل.
أعطونا نصف إمكاناتكم المالية والإعلامية والإجتماعية نجمع لكم مليون شيعي معارض لسياسات الحرب والقتل والتخوين والتشهير .
إنّ هذا التجمع الذي ملأ صداه لبنان والوطن العربي، وهذه الوقفة الصادقة والجريئة في ساحة رياض الصلح، لو لم تكن ذات سطوة وصدى، لما اضطر حزب الله إلى استكتاب أصحاب الأقلام لديه، وإلى تسخير ماكينته الإعلامية وجمهوره الفيسبوكي الأرعن على مواقع التواصل الإجتماعي لكيل الشتائم والسباب على خمسين شخصية حسبما جاء في المقال الذي نشره موقع العهد الأخباري .
إذا خمسين شخصية وهيك ..
(محمد الحسيني)