هي كلمة حق تلك الصرخة التي أطلقها ثلة من الشبان الذين امتحن الله قلوبهم بالإيمان يوم أمس في ساحة رياض الصلح وسط العاصمة بيروت بوجه الخطاب التعبوي الذي يشحن النفوس بمخزون كبير من الفتنه المذهبية والتفرقة بين مكونات المجتمع اللبناني .
هي كلمة حق تلك الدعوة للعودة إلى رحاب الوطن وصيانة المشروع الوطني الذي يلتقى حوله كافة أبناء الشعب اللبناني على إختلاف طوائفهم ومذاهبهم وانتماءاتهم السياسية والحزبية .
هي كلمة حق مهما حاول الإعلام الممانع من التقليل من آثارها والتعامل معها بخفة وسخافة ، وإن لجأ المكابرون والممانعون إلى غض النظر عن رؤية المشهد وصم الأذان عن سماعها ، ولكنّها تبقى سهماً يخترق العقول والقلوب .
هي كلمة حق وإن تأخر توقيت إطلاقها ولكن كان لا بد منها فـ ( أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً ) ، بعد أن تمادى فريق من أفرقاء الصراع السياسي في تعطيل مؤسسات الدولة حتى وصل البلد إلى هذا المستوى من الفوضى والضياع والشلل الذي عمّ معظم الإدارات العامة إفساحاً في المجال للمزيد من الفساد والإهتراء .
نعم هي كلمة حق للتأكيد على ضرورة إعتماد سياسة النأي بالنفس ودعوة أخوية وصادقة لقيادة حزب الله للعودة من سوريا والإنسحاب من آتون النيران المشتعلة ووقف النزف الدموي الذي يصيب أبناء الطائفة الشيعية المغرر بهم بعد إستغلال أوضاعهم المعيشة السيئة ، وتعريض حياتهم لخطر القتل دفاعاً عن نظام ظالم وبائد في طريقة إلى الزوال .
هي كلمة حق للتهكم والإستهزاء بتلك الإتهامات الباطلة التي يرمي بها حزب الله بكل من يخالفه الرأي . وإنّ هذه الترهات لم تعد تنطلي على أحد وآخرها ما أسماهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بشيعة السفارة وهم فاعليات شيعية لا تتلقى الأوامر من الولي الفقيه وترفض أن تكون جنوداً في ولايته أو في ولاية غيره.
إنَها كلمة حق صدحت بها حناجر لا تخاف في الله لومة لائم من على منبر موقع لبنان الجديد لتكون بداية لتحرك واسع يضم كافة المواطنين المستقلين الشرفاء والداعية لحمل الهوية الوطنية في القلب قبل الجيب وصولاً إلى بناء وطن حر ومستقل .