وكان للأحرار كلمتهم .فمن ساحة رياض الصلح البارحة أطلقوا صرخة "لا للفتنة ولا للتخوين"، وحملو راياتهم المنددة بقمع صوت الحق وتحدوا بكلمتهم الحرة من ألبسهم ثوب التخوين وأثبتوا أنهم مواطنون لبنانيون فقط، فكان لها صداها في أوساط المواطنين الذين ما إن انتهت هذه الوقفة حتى أصدروا وسما تحت مسمى "لا-للتخوين" وسرعان ما تم تداوله بسرعة البرق.
هذه الوقفة التي جمعت كل مناد بحياد لبنان عن الصراعات والزلازل الخارجية والداخلية والتي أظهرت عن حضارة في التعبير عن الآراء كان في ضمنها كلمة للصحافي عماد قميحة الذي أكد أنهم "ليسوا خونة إنما مواطنين بامتياز"
بعدها كان الحديث لمؤسس موقع لبنان الجديد الشيخ عباس الجوهري الذي أكد أنه "نأتي اليوم بصفتنا وهويتنا الوطنية والمواطنية التي يُعمل على إبعادها وتشويهها أمام هويات فرعية ومذهبية قاتلة ،غير متنكرين للهوية الفرعية التي لا تتضارب مع المشروع الوطني إذا ما أُحسن استخدام التنوع وإدارته"،مضيفا "إنه الاستبداد في وطننا العربي عدو الانسانية وعدو العقل والتقدم وصديق الجهل المقدس والاصوليات المتطرفة والتكفيرية المظلمة ،في الوقت الذي انفجرت حناجر وقبضات أرادت التغيير وطالبت بالحرية مناخاً تصاغ فيه الاحلامُ والرؤى ، قابلها الجلاد بقلع الأظفار وقطع الأيادي واقتلاع الحناجر ، وأفلت عليها شذاذ الآفاق ليخنق صوتها ويشوهها ويشيطنها ، وقد كنا السباقين لنصرة حقها في التعبير والحرية ".
وأعلن الجوهري أن "التخوين والإفتراء علينا وعلى أي مكون لبناني هو الفتنة بعينها وهو مراد الاعداء" كما أنه لفت إلى" إننا إذ ندين قمع الصوت المعارض نذكر أننا لا نمتلك إلا الكلمة ولن نحيد عنها تمسكا بها وما وقفتنا الرمزية هذه إلا إيذانا بأننا سنقف في الساحات ونتواصل مع أهلنا في شرح خياراتنا"
وختم الجوهري كلمته برجاء ألا وهو "أنتهز اليوم لحظة دخولنا في شهر رمضان المبارك شهر الرحمة ونطلب من المتحاربين في سوريا وكل بقاع العرب من العراق واليمن وقفة تأمل والعودة الى الذات والى الضمير لوقف حمام الدم المتنقل في سوريا وإعطاء الفرصة للحل السياسي والسلمي ".
من ثم كان للصحافي علي الأمين كلمته فشدد على أنه ما ما من مهمة أشرف وأعظم من حفظ الناس وحماية لبنان من الفتنة. وتلك مهمّة أساسية لا تتحقّق إلا بمشروع وطن يعيش على أرضه مواطنون متساوون وليس رعايا طوائف ومذاهب”. وقد دعا الأمين إلى وقفة ضمير ومصير قائلاً: “حان وقت اللقاء والحوار”.
وختمت الوقفة الرمزية بدعوة من رئيس “تيار لبنان المواطن” علي عيد إلى كل مواطن لبناني فقال "
.على كل مواطن لبناني أن يقول رايه بشجاعة للمساهمة في خلق رأي عام مناهض للخط الانحداري الذي تسير نحوه البلاد و مسؤولية تقع على عاتق كل فرد منا من اجل المحافظة على لبنان وعلى مستقبله”."