يكفي أن هدفنا "مبدأ" ، وأنّنا نبني أعمالنا على فكرة و وطن و رؤيا ، يكفي أن حساباتنا ليست ضيقة وأنّ محورنا هو الوطنية المطلقة المتحررة ، محورنا هو الآخر كإنسان لا كدين ولا كمذهب ولا كطائفة ضيفة ...
محورنا ليس الشيعة ولا الحزب ، ولا الممانعين عموماً ، محورنا لبناني بحت ، وأخذنا على عاتق أقلامنا وأصواتنا وخطواتنا ، أن تكون في سبيل هذا الإنسان الذي ما زال يحلم بما يسمى الوطن ...
البارحة وقفنا ، قلنا كلمة الحق ضد ما سيق من "الباطل" ، الباطل عموماً ، ورفعنا راية الأبيض أمام دواخين الموت السوداء ، لأننا لا نؤمن بثقافة التابوت الخشبي ، ولا بمدارس السلاح ، ولا بأوطان الفرس والشام ، بل بالحياة بالعقل ، وبالعمل السيوفكري لأجل لبنان ...
ولأنّ الشهادة أسمى من أن تسقط في مغالطات الزعامات الصغيرة وفي محاصصاتهم الشخصية ، قلنا ، أنّ منطقنا هو الإستشهاد ضد الصهيوني ، وليس ضد الأطفال والنساء والمدنيين الأحرار ..
البارحة ، لم نحمل شعارات المزايدة ، ولم نقل نحن ( كما يفعل غيرنا) ، قلنا للكل " أنتم " و " بكم " و " معكم " ...
لم نطربهم بآلاف العبارات الشعرية ، قلنا " ما قل ودلّ" ، فعبرنا عنهم وعبروا عنّا ...
ففهمنا الصغير وشد على يدنا الكبير ، وتبنى قولنا المتعلم والأميّ ، وحتى من لا يطيق صبراً على السياسة سمعنا ، فما أطلنا ولكن أفهمنا ...
تجمهرنا كان تجمهر مستقل ، لا ينطوي تحت عباءة محددة ، وسقفنا ليس "السفارات" وإلا لوجدتم أمام الشاشة آلاف مؤلفة ...
عددنا المتواضع كعدد ، والعظيم كفكر وكغاية ، وكإنتاجية لتحقيقها ، خير دليل على شفافية النهج وصدقه ، ومنتقدينا هم "الرعية" و " القطيع " ، الذين قاسوا الفكر بـ " رؤوس غنم" ، فحسبوا جمهرة ماراتونية تحقق شيئاً ...
لأسألهم ماذا حققت ماروتونياتكم في سوريا غير الجريمة والموت ؟
لأسألهم ، لماذا هذا الخوف منّا ، على قلّتنا (حسب تعبيرهم) ، أم انّ آذانهم الصمّاء لم تعد تهضم الأفكار النيرة الحرة .
أم أنّ القمع إستبد بعروقهم ، فأصبح كل مختلف خائن ، وكل صاحب نهج عميل ...
هذه الثقافة التي يريدون ترسيخها ، والتي نريد نحن أن نمحوَ أثرها !
لهؤلاء أقول : كونوا معنا أو لا تكونوا خياركم ، لكن حقنا التعبيري سيظل سيف يهدد مواقفكم الهشة ....
إتفقوا مع فكرنا أو عارضوه ، نحترمكم ، ولكن إخرجوا من قيود التخوين وإلا كنتم أول الساقطين في حفرة الخيانة !
وإنتقادكم لنا لن يزيد نهجنا إلا سطوع ، ولن يزيد إرادتنا إلا تصميم ومثابرة ، لأنه وببساطة :
واثق الخطى يا أهل الممانعة ... يمشي ملكاً
وتابع الخطى ، يسقط في دمشقٍ ، متآمراً