"ماذا لو لم يكن هناك حزب الله في لبنان؟".سؤال أثار إنتباهي وانطبع في ذهني وحاولت مرارا وتكرارا أن أركز في خلفياته وماورائياته، والغريب في الأمر أن الإجابة تخدم مصالح المحور المؤيد حيث تم تصوير المشهد أن لولا "حزب الله" لكان وجودنا مهددا.
ومن قال أن وجوده سيحمي البلدات والقرى اللبنانية؟ فإننا نقول أن وجود الجيش اللبناني الذي يحمي ويصون كرامتنا كاف لتأمين الحماية ليس فقط للبلدات البقاعية التي تقع على الحدود السورية والمهددة لخطر دخول "داعش إلى لبنان"، إنما كاف ايضا لحماية كل لبنان، ومن يقول أن وجود هؤلاء المسلحين كفيل بأن نصبح عبيدا كما في بعض البلدات السورية فإننا نقول إن لدينا جيش يكفي لدحرهم.
نعم..لو لم يكن هناك "حزب الله في لبنان" لكان هناك وحدة وطنية وتكافل إذ ان الإختلاف الذي يجمع عليه كافة اللبنانيين هو السلاح غير الشرعي ووجود الدويلة ضمن الدولة وبمجرد فرض الدولة سيطرتها والتخلص من كل ما هو غير قانوني وشرعي تكتمل الوحدة.
هل نستطيع أن ننسى ان "حزب الله" الذي يقول أنه يدافع عن اطفال لبنان إنما هو قاتل لأطفال سوريا وشريكا مع النظام الديكتاتوري وهل يمكن تجاهل ان لولا عدم "حشر حزب الله انفه" في سوريا لما نشأت هذه الجماعات التي تهدد اليوم امن لبنان؟
كيف ننسى ايضا ان وجود حزب الله في لبنان هو سببا لتعطيل انتخاب رئيس الجمهورية إذ أن التمسك والتفرد بالرأي "عون او لا أحد" هو مشكلة أساسها وجود هذا الحزب فبدونه ودون فرضه لآرائه لكان الرئيس الآن متربعا على عرشه.
وأهم من هذا كله لو لم يكن الحزب في لبنان لما تزينت الشوارع بصور شباب لم يعرفوا في حياتهم سوى كلمات عن الموت ولم يكن هناك مئات البيوت في البقاع والجنوب والضاحية مزدانة بالأسود والاحزان.
وبعد هذا كله هل لا زلنا نسأل دعما لهم ماذا لو لم يكن هناك حزب الله في لبنان"؟