قد يتقلّص الاقتصاد الزراعي في الهند خلال السنة المالية الجارية، للمرّة الأولى منذ أكثر من 10 سنوات، بسبب الجفاف، ما يهدّد خطط رئيس وزراء البلاد ناريندرا مودي لانتشال الملايين من سكان الريف من الفقر وتعزيز شعبية حزبه الحاكم.
وتفتقر نحو نصف الأراضي الزراعية في الهند لوسائل ري، وتعتمد على الأمطار الموسمية، لكنَّ التوقعات الرسمية لأمطار هذه السّنة هي 88% فقط من المتوسط، ويواجه المزارعون للمرّة الأولى منذ نحو 30 عاماً جفافاً أو أحوالاً تقترب من الجفاف للسنة الثانية على التوالي.
وخلال آخر جفاف رسمي 2009-2010، نما الاقتصاد الزراعي في الهند نحو 1%.
في هذا السّياق، يقول عدد من خبراء الاقتصاد العاملين في القطاع الخاص، إنَّ التحديات في السّنة المالية الجارية، التي بدأت في نيسان، يمكن أن تتسبّب في انكماش الاقتصاد الزراعي بنسبة 4%، وإنَّ ذلك سيكون الانكماش الأوّل منذ 2002-2003.
ويقول دي.اتش. باي باناديكر من مؤسسة “ار.بي.جي” البحثية، إنَّ انخفاضاً بنسبة 4% من الانتاج الزراعي الذي يشكّل نحو 16% من اقتصاد الهند، ثالث أكبر اقتصادات آسيا، يمكن أن يخفض إجمالي معدّل النمو بنحو 0.6 أو 0.7 نقطة مئوية.
ويمكن لهذا الانخفاض أن يدفع إجمالي معدّل النمو إلى ما دون 7.3% الذي تحقق في العام المالي 2014-2015، ويدفع المزيد من سكان الريف إلى الفقر المدقع.
ويتوقع البنك المركزي تحقيق نمو قدره 7.6 % خلال السّنة المالية الجارية، بعدما قلّص توقعاته من 7.8%.
وبدأت الأمطار الموسمية في الهطول بعدما تأخرت هذه السّنة، لكن صغار المزارعين يعانون.
وصعوبة الحياة في ريف الهند أنباء سيئة لحزب “بهارايتا جاناتا” الحاكم، الذي يود الفوز في الانتخابات في ولايات زراعية مثل بيهار والبنغال الغربية التي تجري فيها الانتخابات خلال السّنة المقبلة.
وتحقيق نتائج جيدة ضروري لسعي مودي إلى السيطرة على المجلس الأعلى في البرلمان الاتحادي. فافتقار رئيس الوزراء للغالبية في هذا المجلس يعطّل برامجه الإصلاحية.