قد تكون الدعوة الرافضة للفتنة المذهبية والداعية إلى نأيّ لبنان عن الحرب السورية خطوة مكررة قام بها بعض اللبنانيين وطالب بها رسميون سياسيّون في الدولة أثناء رئاستيّ سليمان وميقاتي المدعومين في هذا التوجه من الزعيم وليد جنبلاط .
ربما هناك من أضاء الشموع في بيروت لإطفاء نار المشاركة في الحرب السورية وثمّة من وقف وأيدّ دعوات عودة حزب الله من سورية وترك الحرب السورية للسوريين دون غيرهم من المستعدين للموت تحت الراية السورية .
أن تُبادر نشرة إلكترونية إلى الوقوف وسط بيروت تضامناُ مع اللحظة التاريخية المناسبة للإعتراض المشروع على أدوار القتال في سورية والدفع بإتجاه الحدّ من مضاعفات الحرب السورية وخاصة فيما يلامس العصبيات الطائفية والمذهبية والتي يعاني لبنان الكثير من ضغوطها الهائلة على تركيبته السياسية والطائفية ...
ما هي إلا محاولة جادة لردع التدهور في الأمن والسياسة وإيقاف عمليات الغسل الجارية للعقل الطائفي وتجريده من وعيه الوطني وتسليحه بآلة الإرهاب الفاتكة والقاتلة للوطن وللمواطن في آن معاً .
إنّ موقع لبنان الجديد يحرص مع غيره من العاملين في النشاط الإعلامي إلى توسيع دائرة الإعتراض على اللغة المذهبية الآيلة إلى حروب داخلية جديدة والتي تصحو مجدداً مع أجواء الحروب السورية والعراقية واليمنية في عبثية مُفضية إلى الفتك بالنسيجين العربي والإسلامي وتفتيت بنية أمّة مدعوة في شهر الله إلى الكفّ عن كل ممارسات القتل بإسم الإسلام .
ربما تكون الدعوة في ظلّ إمكانيّاتها المتواضعة دعوة أخلاقية لقوى غير ناظرة إلى الحروب والفتن من زوايا القيم التي أسّس لها الإسلام بدافع نبوي كبير إعتباراً لدور المنظومة الأخلاقية في صيانة الأمّة والمجتمع من كل الأدوار المشبوهة والمُغذية لعناصر الفساد المندسة والتي تدّعي الألوهية وتمارس أحابيل الشياطين .
إن التتبع لأوضاع لبنان والمنطقة وإستحضار شرارة الحرب المذهبية إلى لبنان يدعو اللبنانيين يوميّاً إلى بذل ما أمكن لهم لدرء الأخطار ومواجهات موجات الفتن والعنف والإرهاب الوافد من حروب المنطقة .. كما أنّ الحروب التي خبرناها وجربناها في لبنان والتي لم تحصد سوى الناس ولم تغيّر شيئاً من واقع هنا وحال هناك ، تفرض علينا أن نكون جنوداً مجندين للسلام لا للحرب وللوحدة ، لا للتجزئة وللدولة ، لا للدويلات لنكسب فرصة الحفاظ على بلد وضعوه على شفير الحرب .