مع تمديد إجازة العمل الحكومي، تتّجه الأنظار إلى عين التينة التي ستَستضيف مساء اليوم جلسةً حوارية جديدة بين تيار «المستقبل» و»حزب الله» والتي سيُخَيّم التعطيل على أجوائها.
السفير :
يبدو أن «ماراتون» الحوار مستمر حتى إشعار آخر، وإن كان قد تحوّل في الفترة الاخيرة الى مجرد «طقس» شهري أو نصف شهري، بل ان البعض اعتبر أنه تقزم الى حدود «صالون سياسي» لهواة «الرياضة الذهنية»، يتبادل ضيوفه أطراف الحديث في سهرات طويلة، أقرب ما تكون الى «الوقت المستقطع» في مباراة ملاكمة.
وكم من مرة خرج بعض المشاركين في الحوار من جلسات عين التينة، ليتوجهوا مباشرة الى «المنبر» ويستأنفوا الحملة على الطرف الآخر، قبل أن يكون حبر البيان المشترك قد جف، أو أن بعض البيانات الرسمية كانت تصدر فيما كلام المتحاورين يقول عكسها!
ومع ذلك.. لا حرب السعودية على اليمن، ولا معركة «حزب الله» في جرود القلمون، ولا «زوبعة عرسال»، ولا سقوط تدمر وأريحا وإدلب وجسر الشغور واللواء 52 في سوريا، ولا حملات التخوين المتبادلة ولا تبدل الهويات الملكية.. استطاعت أن تعطل الحوار الذي يكاد يتحول الى واحدة من «العجائب» اللبنانية.
بل ان أحد المتحاورين قال لـ «السفير» ان ما يحدث يؤكد أكثر فأكثر ضرورة استمرار الحوار، باعتبار ان الحاجة اليه تتضاعف في زمن احتدام الأزمات والصراعات، ويكفي انه يحافظ على خيط ممدود - ولو رفيعاً - بين جهتين تشتبكان سياسياً على كل خطوط التماس الإقليمية.
وكون استمرار الحوار في بيئة ملتهبة يشكل أعجوبة، لا يعني أنه يستطيع أن يصنع «معجزات»، وبالتالي لا أحد من الأطراف المعنية يتوهم أن بإمكان هذا الحوار تحقيق اختراقات كبرى، ومعالجة أزمة معقدة.. جذورها في عواصم المنطقة وفروعها في بيروت.
وإذا كانت المراحل الاولى من الحوار قد أنجزت ما يمكن تحقيقه ضمن «الهوامش المحلية» على مستوى الخطط الامنية وإزالة الصور والشعارات الحزبية، فإن الجلسات الاخيرة باتت متواضعة أو معدومة الإنتاجية، ودخلت في دائرة المراوحة، في ظل الاصطفاف الحاد والانقسام العميق حول خيارات استراتيجية، لا تحتمل حتى هذه اللحظة أي تسوية.
وتنعقد جلسة اليوم تحت وطأة ملفات الشلل الحكومي وعقدة التعيينات الأمنية وأصداء معركة الجرود وهواجس عرسال، وسط انخفاض سقف التوقعات مسبقا، علما ان مصادر مقربة من بري رجحت أن يحتل المأزق الحكومي حيزا واسعا من البحث، آملة أن يفسح النقاش بين وفدي «حزب الله» و «المستقبل» مجالا أمام الدفع نحو احتواء هذا المأزق المستجد.
النهار :
خرق فتى الكتائب اللبنانية امس مشهد التعطيل والجمود، فأجرى الحزب انتخابات لرئاسته ومكتبه السياسي، ليسند الاولى المحسومة سلفا الى النائب سامي الجميل. والمشهد الديموقراطي ميّز الكتائب عن بقية الاحزاب اللبنانية التي تعجز عن التنظيم الداخلي وخصوصا عن مقاربة الاستحقاقات الانتخابية على مستوى الرأس.
لكن المشهد المقابل مستمر على حاله في ظل الشغور الرئاسي، وتعطل العمل الحكومي، بعد النيابي، ليصير الرئيسان نبيه بري وتمام سلام "بالهوا سوا"، كلاهما يراقب من موقعه وينتظر تطورات خارجية قد تعيد تحريك عجلات العمل النيابي والحكومي اللبناني.
الاتصالات المتقطعة لم تثمر حتى اللحظة ايجاد مخرج للعمل الحكومي، فلا دعوة لمجلس الوزراء الى الانعقاد هذا الاسبوع، علما ان رئيس الوزراء يعتزم القيام بزيارة رسمية للقاهرة الاربعاء، مما يعني ان الملف الحكومي رُحّل الى الأسبوع المقبل في انتظار بلورة أي تطورات محتملة.
وعلمت "النهار" أن الرئيس سلام التقى في الساعات الـ48 الاخيرة عدداً من سفراء الدول الكبرى بينهم سفراء الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وبريطانيا الذين دعوا الى استمرار الحكومة في عملها إذا كان لبنان يريد أن تستمر المساعدات الدولية له. وقد أبلغ عدد من هؤلاء الرئيس سلام أن هناك من السفراء من انتهت مدة خدمته في لبنان لكنه أخّر عودته الى بلاده دعما لهذا البلد، لذا من الواجب أن تدعم الحكومة نفسها.
الى ذلك، نشطت الاتصالات الداخلية التي شملت جميع القوى السياسية باستثناء "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، والتقت عند موقف يدعو الى معاودة مجلس الوزراء جلساته رفضا للتعطيل ومطالبة الرئيس سلام بالتجاوب مع هذا الموقف، فكان جواب الاخير أنه يريد إعطاء فرصة أسبوع للاتصالات لينعقد مجلس الوزراء في أجواء توافقية وسط تمني "حزب الله" إعطاء وقت للتعامل مع مطالب "التيار الوطني الحر". وأكد الرئيس سلام أنه يرفض ترك الحكومة تسقط أمام الشروط وينتظر أن تأتيه قريبا أجوبة نهائية من كل الاطراف وخصوصا من الرئيس بري الذي يقوم بدور إيجابي على هذا الصعيد. ولفتت مصادر وزارية الى أن موضوع التعيينات الامنية صار خارج جدول الاعمال وأن التمديد صار هو المطروح حالياً.
الجمهورية :
قال رئيس مجلس النواب نبيه برّي لـ«الجمهورية»: «إنّ الوَضع لم يعُد يتحمّل تعطيلاً حكومياً أو تشريعياً، وإنّ الاتصالات والجهود منصَبّة على تأمين انعقاد مجلس الوزراء وفتحِ دورة تشريعية استثنائية لمجلس النوّاب من أجل إقرار مجموعة مشاريع قوانين ملِحّة ولا يمكن البلد تحَمّل تبعات تأخير إقرارها أو إلغائها، خصوصاً أنّ بعضَها هو اتّفاقات بين لبنان وبعض المؤسسات الماليّة الدولية».
وأشار برّي إلى أنّ رئيس الحكومة «يترَوّى» في التعاطي مع التعطيل الحاصل لمجلس الوزراء، وأنّ هناك تواصلاً بينهما، مكرّراً القولَ «إنّنا في الهوا سَوا»، فالحكومة معطّلة والمجلس معطّل، وهذا الواقع لا ينبغي أن يستمرّ».
وكشفَ برّي أنّ جلسة الحوار اليوم ستَتناول موضوع التعطيل الحكومي والتشريعي، وأنّه أوعَز إلى معاونه السياسي الوزير علي حسن خليل الذي يشارك في الحوار، طرحَ هذا الموضوع مع المتحاورين. وأكّد «أنّ النصاب مؤمَّن حتى ولو كان بالنصف زائداً واحداً، من أجل إقرار القضايا
والمشاريع الملِحّة، سواءٌ في الحكومة أو في المجلس النيابي، على الرغم من مراعاته المسألةَ الميثاقية».
وردّاً على سؤال حول مدى تأثير السجالات الحادّة التي تَحصل بين «المستقبل» و»الحزب» على الحوار، أجاب برّي: «إنّ الفريقين يتساجَلان كلٌّ بطريقته، لكنّ الحوار مستمر». وعن المستجدّات في الوضع السوري كرّرَ القولَ إنّه يَهتمّ «بكلّ سوريا وليس بمكوّن واحد من مكوّناتها فقط.
البلد :
يبدأ الأسبوع الثاني من دون تحديد موعد جديد لانعقاد مجلس الوزراء ما يعني أن الشلل المتمدد من رئاسة الجمهورية الى مجلس النواب سيتكرس أيضا في العمل الحكومي فالتواصل مفقود والتسويات غائبة واللبنانيون يترقبون نهاية التعطيل. مصادر رئيس الحكومة تمام سلام الذي يغادر الاربعاء الى مصر لاجراء محادثات مع كبار المسؤولين المصريين اكدت لتلفزيون المستقبل ان الاتصالات متواصلة وهي لم تثمر بعد.
في هذا الوقت عاش حزب الكتائب تجربة ديمقراطية عبر انتخابات جرت امس لاعادة تجديد قيادته.
على صعيد آخر بلغ التوتر السياسي حده بصمت لكنه وصل الى حد تشبيه الوزير أشرف ريفي العماد ميشال عون بنيرون المستعد لحرق البلد في سبيل مصالحه .كلام وزير العدل انطلق في حديث صحفي من التعطيل المؤسساتي ليدعو الى ما سماه وقف دلع وغنج عون . فهل تعبر تصريحات ريفي عن خطاب تيار المستقبل ، وهل تزيد الأمور تعقيدا أم تضغط لايجاد الحل ؟
السؤال يأتي بعد كلام اطلقه قاسم على مدى اسبوعين محددا في الاول بان انتخابات رئاسة الجمهورية تنتظر القبول بالنائب ميشال عون رئيسا وفي الثاني مستشرفا بان ما وصفه بالانجاز التاريخي في القلمون وهو تاريخي ومؤثر، وسيكتشف الجميع لاحقا أنه سيؤثر على المعادلات السياسية في هذه المنطقة، سينعكس سياسيا. مجددا الاتهام لقوى الرابع عشر من آذار بتعطيل المؤسسات.
الاخبار :
للأسبوع الثاني، لن يوجّه الرئيس تمام سلام الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء. وفيما واصل رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون التصعيد واستقبال الوفود الشعبية، معتبراً أن «هناك فراغاً في قيادة الجيش»، وأن أعضاء المجلس العسكري «غير شرعيين»، وأن «التمديد جعل قائد الجيش والضباط الممدد لهم أجراء مياومين لدى وزيري الدفاع والداخلية»، بدا التناغم واضحاً بين الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط في مواجهة أي قرار لتعطيل الحكومة.
فقد أكدت مصادر قريبة من برّي لـ «الأخبار» أن قرار الأخير «هو المشاركة في اي جلسة حكومية تتمّ الدعوة إليها، حتى لو تغيب عنها الحلفاء»، مشيرة إلى أن «البلد لا يحتمل هذا المسار التعطيلي، والحل هو في إعادة تفعيل الحكومة». وقالت المصادر أن «إتصالات بري مع سلام وجنبلاط مستمرة في شأن هذا الملف، وأن موضوع الميثاقية داخل الحكومة سيكون مؤمّناً».
وكان وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر سأل: «أين المصلحة الوطنية عندما لا نريد حضور اجتماعات الحكومة»، مشدداً على ان «مصلحة الوطن اهم من المصالح الاخرى».
وعلمت «الأخبار» أن وفد كتلة المستقبل النيابية الذي زار النائب جنبلاط، أول من أمس، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، «تناول سبل تلافي التعطيل من خلال الاتفاق مع الرئيس برّي على حضور أي جلسة يدعو اليها سلام، حتى لو قاطعها وزراء التيار الوطني الحر وحزب الله».
كما علمت «الأخبار» أن وفد تيار المستقبل الى الحوار مع حزب الله، الذي تنعقد جلسته الـ 13 في عين التينة اليوم، «عازم على إثارة موضوع الحكومة انطلاقاً من قاعدة أساسية وهي أن هذه الحكومة مصلحة وطنية لا يجوز ضربها، في ظل الشلل الذي يطال كل المؤسسات». مصادر المستقبل استبعدت أن «يقدّم الحزب أي تعهّد بشأن هذا الموضوع لأنه يفصل المعركة التي يقف فيها خلف عون في الحكومة عن استمرار الحوار»، لكنها رأت أن «لا مفر من المحاولة».
اللواء :
تُعقد غداً الجولة الثالثة عشرة من الحوار بين تيّار «المستقبل» و«حزب الله»، وأمامها جدول أعمال حافل سياسياً وميدانياً، من دون توقع حدوث اختراقات، فيما تحضر الحكومة كبند متصل بالملفين السياسي والأمني في النقاشات بين الطرفين المتفقين على أن الحوار يملأ فضاء الفراغ الهائل، والذي انتقل من رئاسة الجمهورية إلى المجلس النيابي، وعطّل جلسات مجلس الوزراء.
وكشف مصدر مطّلع لـ«اللواء» أن ما سيدور من مناقشات غداً، قبل يوم واحد من سفر الرئيس تمام سلام إلى القاهرة، سيحدد ما إذا كان الرئيس سلام الذي صرف النظر عن جلسة مجلس الوزراء هذا الأسبوع للمرة الثانية، سيدعو الى جلسة في الخميس الأول من شهر رمضان الذي يبدأ الأربعاء أو الخميس.
وأشار المصدر إلى أن اتصالات الـ48 ساعة الماضية لم توفّر أية مخارج للمأزق العوني الذي وضع «التيار الوطني الحر» نفسه داخل شرنقته، وأدخل البلد معه في خيارات أحداها مرّ: فإما أن يستمر الفراغ أو يمارس الرئيس سلام صلاحياته بالدعوة إلى مجلس الوزراء الخميس في 25 حزيران الحالي، بعد أن يكون استنفد كل اتصالاته ورمى الحجة على سواه، على أن تلتزم القوىالداعمة لقضية عدم تعطيل مجلس الوزراء مسؤولياتها بتوفير كل الدعم اللازم لرئيس الحكومة لتحمّل مسؤولياته.
ولفتت مصادر وزارية، عبر «اللواء» إلى أن مشهد المأزق الحكومي لم يتبدّل، وأن الاتصاات الجارية لمعالجة ما يجري لم تحقق أي تقدّم إزاء المواقف المتصلبة، نافية وجود أي صيغة حل أو اقتراح لمخرج ما.
وقال وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر لـ«اللواء» أن على القوى السياسية إدراك ماهية مسؤولياتها تجاه المواطنين والمواضيع الحياتية والضرورات الأمنية، في ظل تصدي الجيش اللبناني للإرهاب، مؤكداً «أنه يفترض بالحكومة أن تجتمع»، موضحاً بأن هذا الأمر يعود للرئيس سلام الذي له الحق دستورياً بدعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد ساعة يشاء، لافتاً إلى أن التعيينات الأمنية قد تطرح في وقتها أو لا تطرح، علماً أن جدول الأعمال الذي لا يزال صالحاً لا يلحظ مثل هذا البند.
وأكد زعيتر أن رئيس مجلس النواب نبيه برّي لا يتأخر في موضوع الاتصالات حول الوضع الحكومي، وأنه يؤيد عودة الحكومة إلى الانعقاد، مشدداً على أن الرئيس برّي يعمد إلى تقريب وجهات النظر ويتعاون مع جميع الأطراف السياسية في البلاد ويدعوها إلى تحمّل مسؤولياتها.
وعُلم أن الرئيس سلام سيعقد اليوم عدداً من اللقاءات التي تركز على الموضوع الحكومي، وسيلتقي في هذا السياق وزير الإعلام رمزي جريج للمرة الثانية في غضون ثلاثة أيام.