وضع وزير التربية الياس ابو صعب "فيتو"، على بعض عقود التعليم التعاقدي،حيث أصدر قرارا يقضي برفض إمضاء عقود المتعاقدين لتعليم النازحين السوريين (دوام بعد الظهر)، فظن بذلك أنه يحسن من نوعية التعليم لهم.
لكن ما غاب عن فكر ابو صعب أنه بقراره هذا، كسر أمل الكثير من الأشخاص الئين قضوا سنوات عمرهم في التعلم والوصول إلى ما وصلوا إليه، وبمجرد أن سنحت لهم الفرصة، أوصد الوزير الباب أمام أحلامهم في تقديم أفضل تعليم للطلاب.
فالإنسانية التي أذهلت المواطنين اللبنانيين، ظهرت بوجه آخر إذ أنه منع خريجو علم النفس والإشراف الصحي والإجتماعي ...من أن يدرسوا، مستندا بذلك إلى أن كل شخص يعلم باختصاصه فقط.
وإن كانت هذه حجتك أيها الوزير فإننا نقول لك ما علاقة اختصاص الفلسفة باللغة العربية حتى يحق لمن يتخرج من هذا القسم أن يكون أستاذا باللغة والقواعد؟وما علاقة الحقوق بمادة التربية الوطنية وغيرها، وإن تمعنا جيدا نجد أن علم النفس والفلسفة متقاربتين جدا من حيث المضمون وإن تعمقنا أكثر نجد أن لخريجي علم النفس والإشراف الصحي الحق أن يدرسوا مواد التربية نظرا للتشابه والقدرة على استيعاب الطفل أكثر ومساعدته.
وأما إن كانت حجتك الأخرى هي الفرق بين الشهادة التعليمية والجامعية فاسمح لنا أن نقول لك هنا أن "الخطأ هو خطأ دولتنا إذ أن الفرد الذي يتخرج من شهادة البكالوريا لا يجد أمامه سوى الإختيار العبثي لأي اختصاص بسبب قلة وجود جهات إرشادية توجه الطالب لسوق العمل، ونحب أن نلفت نظر حضرتك الكريمة إلى أنه ليست الشهادة من تحدد الأفضلية في التعليم، فالخبرة والتجارب هي من أكبر الدروس التي نتعلمها في الحياة، فعلى أي أساس تفرق ببين شهادتين وحامليهما درسوا لنفس السنوات وسهروا وتعبوا وأضاعوا 4 سنوات في صفوف الجامعة اللبنانتية لتأتي الآن أنت وتحرمهم من أن يكملوا حلمهم، أوليس الأولى إذن إلغاء هذه الصفوف التي لا تفيد الفرد بسوق العمل قبل أن يتلقى حامل إجازتها صدمة تجعله قابعا في أفكار الفشل والإستسلام؟
كل هذه الأسئلة لا إجابات عليها وجل ما نتمناه من وزير التربية والتعليم أن يفكر فيهم ويراجع نفسه وربما يعود عن ظلمه الذي ألحقه ببعض المعلمات اللواتي تم رفضهن اليوم من بعض المدارس بسبب هذا القرار الجائر والسؤال الأخير الذي نطلب إجابته أيضا :لماذا وزير التربية السابق مضى هذه العقود فيما أنت رفضتها؟ وما الدوافع لذلك؟
أسئلة ننتظر إجابتها من حضرتكم..