بعث التضامن اللبناني مع المواقف التي صدرت عن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إزاء ما تعرض له دروز محافظة إدلب رسائل إلى الفصائل السورية المسلحة برفض الارتكابات التي تقوم بها المجموعات المسلحة في صفوفها ومنها «جبهة النصرة»، خصوصاً بعد مجزرة «قلب لوزة» التي ذهب ضحيتها 20 شخصاً، وأدت إلى ردود فعل في لبنان.
وقال رئيس «كتلة المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة بعد زيارته جنبلاط مساء أمس: «نؤكد على الدور الوطني الكبير الذي طالما لعبه هذا البيت وساكنوه وأهله ويلعبه اليوم جنبلاط»، لافتاً إلى أن «عندما تأتي المحن تظهر معادن الرجال، واليوم في هذه المحنة الشديدة التي نمرّ بها نكتشف هذا المعدن الصلب لجنبلاط الذي تعالى على الجراح الكبيرة التي مرت بها مجموعة من المواطنين السوريين الأبرياء الذين سقطوا نتيجة جريمة يمكن أن نقول عنها أنها مشبوهة بنتائجها وبما توخى مرتكبوها أن يحققوا جراء ارتكابها». وأضاف: «في هذه المرحلة نكتشف أهمية الدور الذي يقوم به جنبلاط لأن اللبنانيين والعرب ينتظرون منا جميعاً التعالي على الجراح والتصرف بمسوؤلية وروية وحكمة والابتعاد عن التصرف الذي يؤدي إلى النفخ في نيران الفتنة التي يجب الابتعاد عنها وأن نعمل لنتجنبها، وهذا يقتضي منا العودة في هذه الآونة التي نمر بها في لبنان ومنطقتنا العربية إلى الجذور والجوامع التي تجمعنا جميعاً كوننا جميعاً كنا وسنبقى عرباً بغض النظر عن انتماءاتنا الطائفية والمذهبية». وأشار إلى أنه «نتيجة الظروف الصعبة التي نمر بها تناسينا الجوامع التي تجمعنا وعدنا إلى مربعاتنا الصغيرة والأمور التي تباعد في ما بيننا». وأردف أن الوضع «يقتضي أن نقف جميعاً إلى جانب بعضنا بعضاً ونؤكد على الدور الأساسي الذي يجب أن نصل إليه وهو أن يكون لدينا دولة مدنية بكل معنى الكلمة يتساوى فيها المواطنون، بغض النظر عن انتماءاتهم المذهبية، أمام القانون ويعاملون كمواطنين وليس كونهم ينتمون إلى مذهب هنا ومذهب هناك».
وأكد أننا «جئنا لنعبر عن تعزيتنا باسم الرئيس سعد الحريري وأعضاء الكتلة».
وقال: «نتعهد أن نبقى صامدين ومعاً إزاء الكم الكبير من التحديات والمشاكل التي نعاني منها لكن الصمود والتمسّك بالمبادئ والأساسيات سيبقى العامل الذي يجمعنا وسنواجه التحديات مشتركين سوية في المستقبل».
وقال جنبلاط: «باسمي واسم العرب الدروز في لبنان أشكر الرئيسين الحريري والسنيورة وإخواني في تيار المستقبل وجميع الذين واسونا في هذه المحنة. وكما قال الرئيس السنيورة سنبقى فوق المحنة من أجل الوحدة الوطنية والتأكيد على الجوامع الوطنية والعربية أياً كانت قساوة الظروف والجراح وسنصمد في وجه هذه المؤامرات التي تمزّق العالم العربي والإسلامي».
وكان جنبلاط تلقى اتصالاً من مفتي الجمهورية السابق الشيخ محمد رشيد قباني، مستنكراً حادثة قلب لوزة إدلب، ومعزياً ومتضامناً.
وفي هذا الاطار، تلقى رئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» النائب طلال إرسلان، اتصالاً هاتفياً من رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي العماد ميشال عون، مستنكراً فيه «المذبحة التي وقعت في حق أبناء طائفة الموحدين الدروز في منطقة قلب لوزة»، ومعزياً «بالشهداء الذين سقطوا»، كما تمّ التطرّق إلى آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والمحلية.
وفي قصر المختارة، التقى تيمور وليد جنبلاط، وفداً من «العشائر العربية» من حوران وعدد آخر من مناطق سورية ولبنان، أعلن مباركته له بتولّيه مهماته الجديدة، وقدّم التعازي بشهداء حادثة قلب لوزة، ومن خلاله الى النائب جنبلاط وطائفة الموحّدين الدروز عموماً في كل مناطق سورية ولبنان.
وحيا الوفد «مواقف جنبلاط التي ترتقي إلى أعلى درجات العقلانية والوطنية والعروبة المسؤولة». كما التقى تيمور جنبلاط، ضمن لقاءاته الأسبوعية، وفي حضور شقيقه أصلان، والوزيرين أكرم شهيب ووائل أبو فاعور، والنواب: هنري حلو، فؤاد السعد، نعمة طعمة، علاء الدين ترو وإيلي عون، عدداً كبيراً من الوفود الشعبية والمناطقية المباركة والمؤيدة لانطلاقته.