قد يكون كلام رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون امام وفد من انصاره الجبيليين بعد ظهر امس العنوان الاوضح لمسار الازمة الحكومية التي يبدو واضحا انها ماضية نحو مزيد من التأزم . اذ ان العماد عون رفع وتيرة تحفيز انصاره للاستعداد في تحركات شعبية ما انفك يلمح اليها منذ اسابيع كما انه جدد حملته الحادة في شأن ما يعتبره فراغا في قيادة الجيش . واتخذ موقفه تاليا طابع الرد الضمني والمباشر على كل التحركات والمواقف التي اطلقت في الايام الاخيرة ومنها مواقف رئيس الوزراء تمام سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري في الاشادة بالقيادة العسكرية وبالعماد جان قهوجي في وقت لا يزال الشرط العوني المدعوم من حليفه " حزب الله " بتعيين قائد جديد للجيش يشل جلسات مجلس الوزراء . وقالت مصادر وزارية ل" النهار " ان موقف عون لم يفاجئ المعنيين بالازمة الحكومية لان المعطيات التي توافرت عن المساعي الجارية لحل الازمة تؤكد ان المراوحة لا تزال سيدة الموقف وان اي حلحلة لم تسجل بعد في جدار الازمة . بل ان المصادر زادت على ذلك باثارة شكوك حول نتائج الجولة المقبلة من الحوار بين تيار المستقبل و" حزب الله " الاثنين المقبل في شأن الازمة الحكومية تحديدا في ظل معطيات تشير الى ان الحزب ليس في وارد اتباع مرونة تؤثر على الموقف المتصلب لحليفه راهنا على الاقل وقبل تلقي عون عروضا للتسوية يقبل بها .
وكان عون صعد حملته امس فخاطب وفدا من انصاره معتبرا ان كل ما في قيادة الجيش " فراغ بقائدها وبالمجلس العسكري لان اعضاءه غير شرعيين " مشددا على ان التمديد لقائد الجيش " ليس شرعيا ولا قانونيا وليس له اي صفة " . كما دعا انصاره الى ان " يكونوا جاهزين من اجل المشاركة معنا في مواقف اعتراضية تشمل كل لبنان لان ما يحدث في البلد غير سليم " معتبرا ان هناك سلطة " ديكتاتورية تمارس علينا مدعومة من بعض المجموعات النيابية لا تأخذ في الاعتبار المراكز العائدة للمسيحيين " .
وفي مؤشر مواكب لزيادة الاستقطاب السياسي على وقع الازمة الحكومية برز موقف يعد الاشد حدة من عون كمرشح رئاسي اطلقه وزير العدل اشرف ريفي وادرج في اطار رد ضمني على معادلة ما فتئ نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم يرددها وهي انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية او لا رئيس . وقال ريفي امس ان العماد عون " لن يكون رئيس جمهورية لبنان نهائيا وسنمنع وصول اي رئيس للمشروع الايراني وهو ( عون ) ضمن هذا المشروع وانا ضد وصوله الى الرئاسة ونقطة على السطر " .
في غضون ذلك حرص السفير السعودي علي عواض عسيري على اشاعة اجواء مخففة حول الازمة الحكومية فاوضح ان ما يقوم به " ليس مسعى بل امل ولا شك اننا في المملكة حريصون على استقرار لبنان واستمرار الحكومة والتوافق الداخلي " وعزا تفاؤله بحل الازمة الى ان زياراته للمسؤولين الكبار كالرئيسين نبيه بري وتمام سلام وغيرهما اظهرت حرصهم على استمرار الحكومة " وبالتالي نأمل ان يكون الشلل سحابة صيف كي يستمر لبنان في النأي بنفسه وان تستمر الحكومة في ادائها خدمة للبنانيين " .
وفي سياق اخر تواصلت التفاعلات الداخلية اللبنانية مع الاحداث التي شهدتها قرية قلب لوز في ادلب السورية وقام وفد من كتلة المستقبل برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة بزيارة تعزية وتأييد لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط . ودعا السنيورة الى " الابتعاد عما يؤدي الى النفخ في نيران الفتنة " مشيدا بجنبلاط الذي " كشف عن معدنه الصلب بتعاليه عن الجراح بعد جريمة قلب لوز المشبوهة " . وشدد جنبلاط من جهته على ضرورة " البقاء فوق المحنة والصمود في وجه المؤامرات التي تمزق العالم العربي والاسلامي " . وسجل في هذا السياق اصدار جبهة النصرة بيانا اعترفت فيه بان عددا من انصارها شاركوا في احداث قلب لوز من دون العودة الى امرائهم وتوعدت باحالتهم على محكمة شرعية لمحاكمتهم وطمأنت القرية الى انها بحمايتها .