نقل مسؤول لبناني كبير التقى بالديبلوماسي الأميركي السابق فريدريك هوف الذي أدار لسنوات ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، أنّ الأخير قدّم الى الأوروبيين والسعوديين والأتراك والقطريين وبعض مكوّنات المعارضة السورية في الخارج، اقتراحاً بإنشاء قوة سورية مقاتلة مؤلفة من خمسين ألف مقاتل، تساهم الادارة الأميركية في تمويلها وتدريبها وتنظيمها وإدارتها، على أن تصاغ عقيدتها القتالية، على أساس مزدوج وهو محاربة "داعش" والنظام السوري.
الخطط كثيرة والمشاورات لا تتوقف، وثمة زيارات رسمية سورية قبيل شهر رمضان الى العاصمة الروسية. المشاورات الايرانية ـ الروسية في الشأن السوري صارت دورية. الأميركيون يتواصلون مع الروس. الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا سيكثف حركته في الأسابيع المقبلة.
الرسائل كثيرة في سماء المنطقة. الايرانيون يبلغون السعوديين رسائل عراقية وسورية ولبنانية، والعكس صحيح. محاولات لي الأذرع لن تتوقف قبل توقيع التفاهم النووي وربما بعده. موعد الثلاثين من حزيران ليس موعداً مقدساً في حسابات الايرانيين والأميركيين. إرادة الطرفين تشي بحتمية التوصل الى اتفاق، لكن النقاط الغامضة التي تضمنها الاتفاق الإطار من جهة، والضغط الاسرائيلي السعودي من جهة ثانية، قد يؤدي الى إطالة أمد المفاوضات.
حتى تحين تلك اللحظة ويتعرف العالم على "ايران الجديدة" وكيف ستتصرف عندما تصبح قوة اقليمية مسؤولة عن أمن المنطقة كلها، كغيرها من القوى الاقليمية (تركيا واسرائيل خصوصا)، ستسقط دماء كثيرة، وهذا موسم المفاجآت.. ولكن ثمة إشارات الى أن لحظة ارتسام الخطوط الحمر في سوريا وعلى أرض المنطقة كلها.. لم تعد بعيدة.
ماذا عن لبنان؟
مظلة الاستقرار راسخة حتى الآن، وما يسري من تمديد على قوى الأمن الداخلي سيسري على قيادة الجيش.. أما عرسال، فقصتها ستكون طويلة، على عكس جرودها التي باتت مسألة تحرير آخر الأجزاء المحتلة فيها مسألة وقت ليس إلا..