إن الهزائم التي دخلت صفوف الجيش النظامي السوري ،جعلته نسبياً ، في مرحلة "الموت السريري" ، هذه المرحلة التي يقاوم الإستسلام لها بداعي الدعم العسكري والمعنوي والإعلامي الذي يقدمه إليه حزب الله وجمهوره ...
هذا الجيش ، الذي عانى من المنشقين عنه ومن المتخلفين والمترددين عن الدخول إلى صفوفه بسبب الجرائم الوحشية التي لُطِخ بها وآخرها "طفل البرميل" ، والذي لم ينجح عبر محاولات عديدة في التشجيع على الإلتحاق به عبر دعوات عدة ، ومنها ، الدعوة التي وجهها رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي منذ أربعة أيام إلى الشباب مناجياً إياهم الإنخراط في صفوف الجيش النظامي مبرهجاً دعوته بتعابير الوطنية ، ومزيلاً إياها بمغريات مادية ...
غير أنّ الشاب السوري ، الذي فقد الإيمان بالفكر والقضية والذي يشاهد بأمّ عينه الجرائم والدمار واللارحمة ، إتخذ قرار اللاحرب ، الأمر الذي دفع النظاميين إلى عالم التواصل الإجتماعي حيث أن المؤثر هناك أقوى وأكبر ، فكانت دعوة "إلى السلاح" هي (المانشات العريض) الذي إعتمده هؤلاء مستخدمين الكثير من عبارات الترغيب أمثال : دفاعك أمانك ، جيشنا أملنا ، الجيش العربي السوري قدها وقدود ....
تحت هذه العبارات بدأت العملية التعبوية الإلكترونية بين فيسبوك وتويتر وبدأت الدعوات وأساليب التهليل ، لتتساءل إحداهن قائلة : (بح صوت الإعلام السوري والحربي وشبكات التواصل الإجتماعي انفلقت وهنن بينادو إلى السلاح ولا حياة لمن ينادي وبس تصير مجزرة بدهم سلاح )
فيما تفنن آخرين بالتغني بالوطنية وبالجيش أمثال : أرضنـا نحنـا بنحميهـا .. نحـن جنودهـا.. وأنـت جنـدي فيهـا..،
أنت سوري .. وسوريّة ناطرتك تحميها دافع معنا ولا تتردد..، جهز حالك.. إيدك عسلاحك..، بيتي هنا.... أرضي هنا .
كما وعمد الناشطون على صفحة "إلى السلاح" إلى إستثارة عواطف الشباب بالمرأة ، فعمدوا لعرض صور جنديات يحملن سلاحهم دفاعاً عن الأرض" والتغني ببطولاتهن الوطنية ، في محاولة لإحياء العزيمة بين الشباب السوري المتخلف ، وأمثال هذه الأناشيد الفيسبوكية :
"حقي أن أنال شرف الدفاع عن وطني...
حقي أن أحمل السلاح و أدافع عن أرضي...
حقي أن أكون على الجبهات و في الساحات و في كل معركة.....
حقي أن أنال شرف هويتي بتضحياتي....
التوقيع المرأة السورية حفيدة الأبطال و أخت الرجال..."
لتأتي الردود الداعمة لهذه البطولات فأحدهم علق قائلاً : هدول بنات سوريا العظيمة يلي بترفع الراس هيك لحنا منكون عم ندعم مقاتلينا بأي شي ولو بكلام من أجل الحفاظ على معنويات المقاتلين .
حملة "إلى السلاح" لاقت العديد من الريتويت والمشاركة على تويتر (طبعا من النظاميين ) ، فيما فاق متابعينها على فيسبوك 29 ألف متابعاً .
ولكن على الرغم من هذا الزخم الالكتروني ، تظل مواقع التواصل الإجتماعي أسهل بالتعبير من أرض المعركة .
فرصاصة الفيسبوك وتويتر لا تقتل ، والجندي خلف الشاشة ليس معرضاً للموت ، والأناشيد "حكي فاضي" ، فالشعب السوري وصل إلى قناعة أن حربه "خاسرة" ، وأنه "أكلها عالحدين" ...
لنقول هنا ، إن كانت المغريات المادية لم تشترِ الجنود ، فمواقع التواصل الإجتماعي بالتالي لن تجعلهم ينخرطون في جيوب جيش أثبت وحشيته و وحشية قادته ، كما أنه لا مصداقية لمواقع التواصل الإجتماعي من حيث هوية المتابعين ، إذ أنه يمكن أن نفترض (لا أريد الجزم) ، أن صانعي الصفحة بعيدين كل البعد عن الشعب ، وأنهم جميعاً أبناء النظام يحيكون خدعة جديدة الكترونية لإستمالة الشباب ، غير أنها خدعة ضعيفة السبك والحبك !