وكأن الموت يريد إبن الخمس سنوات ليكون رفيقه، فلحق به من مخيم اليرموك إلى مخيم شاتيلا في بيروت ليتلقى رصاصة أودعته في غيبوبة الحياة وكأنها قد تكون رصاصة الموت الطائشة التي أطلقت أثناء تشييع أحد عناصر حزب الله.
"منير مازن حزينه"، فلسطيني الجنسية، ليس أول ضحية ولن يكون آخرها، ما دامت اللامسؤولية موجودة، وما دام الجهل يبطش في عقول الشباب، حيث أن الإبتهاج بالموت ليس سوى ثقافة بعيدة عن العقل والوعي الإنسانية.
فأفراد حزب الله وإن ادعوا الوعي الثقافي والإجتماعي إلا أنهم لم يروا تأثير ما يقدمون عليه من تهور في التصرفات.
والجدير بالذكر هنا، أن منذ أن بدأت جثث مقاتلي حزب الله بالوفود إلى الضاحية الجنوبية شهدنا ظاهرة ليست متواجدة إلا في دويلة القبيلة ألا وهي الرصاص الطائش، فعند تشييع كل "شهيد"، يهللون ويفرحون معبرين عن حماستهم بإطلاق القذائف والآر بي جي،هذا عدا عن الرصاص الكثيف الذي يطلق في الهواء بشكل عبثي، وعلى الرغم من الوضع الأمني المتململ والخوف الذي يعيشه سكان الضاحية، لم يرأف هؤلاء بقلوب مواطنيها، ففي المرة الأولى وأثناء تشييع أحد العناصر على طريق المطارعاش الأهالي ذعر وخوف وطالبوا بأن ينال الفاعل جزاءه، لكن لا "حياة لمن تنادي"، فهذه الإنتفاضة التي قاموا بها لم يأخذها أصحاب الدويلة بعين الإعتبار حتى أعادوا الكرة،هاملين أرواح الأبرياء لكن كما يقال"مش كل مرة بتسلم الجرة"، فهذه المرة أصابوا ابن الخمس سنوات في رأسه وأصبح طريح الفراش في مستشفى المقاصد في قصقص، ما جعل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يحرم إطلاق الرصاص ويعترف بالعمل اللاأخلاقي الذي يقدم عليه عناصره، لكن ما نفع هذا التكليف الشرعي؟ فالواقعة وقعت ومنير لن يسامح.
وفي هذا السياق،لا يسعنا سوى التساؤل عن دور وزير الداخلية نهاد المشنوق في هذا الأمر وعن الخطة الأمنية التي قيل أنها أكملت مهمتها في الضاحية الجنوبية.فأين الدولة من الدويلة؟