هل أصبح ملف رئاسة الجمهورية عمل كيدي وشخصي حتى يتم إسقاط كل شيء من أجل الحصول على الرئاسة كما هو حاصل لدى البعض ؟
وهل بهذه الطريقة نصل إلى إنتخاب رئيس يحفظ الوطن من الأزمات التي تحيط به ؟
ماذا يريد عون !
هل يريد أن يفرض نفسه رئيساً بالقوة على اللبنانيين بعيداً عن لغة الإقتراع الدستوري المعهودة، ولو كان لديه الأصوات الكافية لما كان رعد وأبرق حيث لا شتاء ولاماء في سماء لبنان إلا المزيد من الدخان.
نعم ليس من المنطق أن يتمّ أخذ البلد نحو الهاوية بهذه الطريقة ويتم تجميد مصالح الشعب اللبناني بسببها ، فعون لم يحقق إجماع مسيحي ولا لبناني ، وكتلته لم تستطع أن تنهض بالمجيء به رئيساً ، فهل من العدل تجميد ملف إنتخاب رئيس للجمهورية في بلد ينهار يوماً بعد يوماً، ويتم دفع مؤسساته الدستورية نحو الفراغ !
نعم إنّ المنطق والعقل يفرضان على اللبنانيين الإتيان برئيس يؤثر المصلحة العامة لشعبه على المصلحة الخاصة، ويعمل على إخراج البلد من الأزمات المدمرة لمصالحه ومستقبله، ويعمل على جمع كلمة اللبنانيين ويرسم سياسة إستراتجية لحفظ لبنان من العواصف الإقليمية وخاصة الأحداث المؤلمة في سوريا التي تريد أن تأخذ المنطقة إلى سايكس بيكو جديد، وهذا ما لا نتمناه لأنّه سيكون له إنعكاس خطير على المنطقة العربية وخصوصاً لبنان .
نعم نريد رئيساً للبنان ، كلّ لبنان معروف بسعة الصدر ويعالج الأزمات بهدوء وحكمة وليس بإنفعال وتوتر، ويعمل على أخذ لبنان إلى شاطىء الأمان، وليس عيباً أن يكون رئيساً توافقياً يعمل على تضييق دائرة الإنقسام بين اللبنانيين، لأنه يكفيهم إنقسامات مدمرة ، كما نتمنى على رئاسة مجلس النواب الأستاذ نبيه بري الذي إمتلك صبر أيوب على ملف إنتخاب رئيس للجمهورية وهو يسعى بإعتداله ووسطيته أن يبذل المزيد من الجهود في هذا الإطار، وهو معروف بحكمته وحنكته بمحاصرة الأزمات حتى لو طالت .
رئيس جمعية الوسط الإسلامي اللبناني الشيخ حسين إسماعيل