بات المواطن اللبناني على يقين أن جزء من نقابة الأطباء بعيد كل البعد عن أخلاقيات المهنة بحدها الأدنى ، وهذا الجزء ، للأسف حوّل الطب لمهزلة ، وجعل الرأي العام يختصرون النقابة بعدد من الأطباء "الشبيحة" الذين أساؤوا لها ...
فنقيب الأطباء أنطوان البستاني ظهر إعلامياً وكأنه "فاتح عحسابه" ،ومعتبراً أن المستشفيات والعيادات ملك خاص له وللدكاترة الذين خرجوا عن أصول المهنة متكاتفين معه ، فلم يتوانى من التوجه للشعب المتعاطف مع "إيلا" قائلاً :
" لا تتحكموا عنا " ..
فرار النقيب إغلاق المستشفيات والعيادات إلا للحالات الطارئة ، قرار " لا ضميري" ، ويجعلنا نتساءل :
في أي دولة نحن ؟؟ وأين الوزارة ؟
ويجعلنا نعاتب الأطباء الذين نحن على ثقة بأهليتهم ، الصمت ، لنطلب منهم إعلان الصوت والإعتراض على كلام "النقيب" ، لنعود و نؤمن بطبابة لبنان .
قرار كهذا أصدره النقيب متعاطفاً مع "تشخيص" تسبب بكارثة مأساوية ، ومعبراً عنه بأسلوب أقل ما يقال عنه "غير لائق" ، يعكس حقيقة بعض الممارسات النقابية في لبنان ، والتي لها تاريخ لا يخفى بالتستر على الأخطاء الطبية ...
اليوم ، "إيلا" قضية رأي عام ، تواجه نقيب وأتباع باعوا ضمير المهنة ، وبرروا الخطأ بالخطأ ، مهاجمين الإعلام الذي تبنى هذه الطفلة بأبشع "التوصيفات" ...
ولم يقف حد البستاني عند ذلك ، بل حوّل قضية الدكتور ، لقضية إنسانية و وطنية ، في محاولة فاشلة للتغطية على الحقيقة ، وللمتاجرة بحق مريضة خسرت أطرافها قبل أن تعلم معنى "الأطراف" ...
نحن لسنا بصدد محاسبة الدكتور "عصام معلوف" فالقضاء موجود ، ولن نغالي ونطلب الكمال ، ولكن لا بد من الإعتراف بالخطأ ومن التعامل معه بشفافية ، وإن كان هناك من حكم جائر فالتعامل معه يكن قضائياً لا بأفشات إعلامية مبتذلة .
للنقيب ، أقول : " ما بدنا نتحكم عندك " و" النقابة مش عمقياسك " ، ضميرك المهني سقط مع أطراف إيلا الأربعة ، والحفاظ على شرف مهنة الطب وقداستها ، لا يكون ببروغاندا "سخيفة" ، وإنما بالوقوف وقفة ضمير مع الطفلة ، وبأن تبدأ النقابة بالمحاسبة قبل القانون ...
حينها تثبتون لنا أن الطب مهنة إنسانية لا تجارية ، لأن ما أثبت البارحة العكس فالضوضاء والإضراب وإغلاق المستشفيات والعيادات ، برهن أن بين الأطباء "جزارين" وهؤلاء بتروا أطراف "إيلا" مرة جديدة ، فالمتضامن مع الخطأ يكون هو "أم الخطأ" ...
وقضيتنا لم تعد قضية الدكتورعصام معلوف ، الذي أقرّ بخطئه ، قضيتنا هو هذا الجزء من الجسم الطبي المصاب بغرغرينا العظمة واللا إنسانية ، ولا بد من بتره للحفاظ على هيبة هذه المهنة التي نجلها ، فكفى مهزلة من البعض بصحة الشعب ، وكفى تجارة بالمرضى !
إيلا اليوم هي صورة من أساؤوا للطب ، وكلنا "إيلا" !