بدأت حياته في العام 1926، عندما احتضن مؤسس جريدة "النهار" جبران تويني الجدّ، ابنه البكر غسان بين يديه.
بسرعة، كبر الطفل الصغير وأصبح صحافياُ بعد نيله شهادة في الفلسفة أخرى في العلوم السياسية.
لكن يبدو ان الكتابة لم تكن وحدها حلم الشاب الطموح، فدخل الحياة السياسية من بابها العريض، فانتخب نائباً عن عاليه ثم بيروت، ليخوض بعدها غمار العمل الحكومي، في حكومتي صائب سلام، ورشيد كرامي.
كما اختبر العمل الدبلوماسي، فعين سفيراً للبنان في الولايات المتحدة عام 1967، بعدها بعشر سنوات توجّه إلى الأمم المتحدة ليشغل منصب سفير لبنان في المنظمة الدولية.
هناك من المنبر الأممي أطلق صرخته الشهيرة: دعوا شعبي يعيش. في وقت كان الاقتتال الطائفي قد نخر عظام هذا الشعب.
لكن أضواء السياسة لم تسرقه من شغفه الأول: الصحافة. هذا الشغف الذي قاده إلى السجن عام 1973 بعدما نشرت "النهار" مقررات القمة العربية التي انعقدت آنذاك في الجزائر.
لكن كل هذه النجاحات لم تمنحه يوماً السعادة، هو الذي تعوّد على وداع الأحباء باكراً جداً، هكذا باغته الموت وسرق منه إبنته نايلة عام 1963، ثم الزوجة والحبيبة نادية حمادة.
لكن الموت لم يتركه يرتاح، فعاد وخطف منه إبنه مكرم عام 1987.
ظنّ غسان تويني أنه أدى قسطه من الحزن والأسى وأنه سيعيش سنواته الباقية راضياً إلى جانب زوجته شاديا الخازن، وإبنه جبران وحفيداته الأربع. لكن الموت ضرب له موعداً جديداً في العام 2005، فاغتيل ابنه الوحيد جبران، هذا الاغتيال الذي شكّل الضربة القاضية بالنسبة للرجل الثمانيني.
لم يعد جسده المنهك يحتمل المزيد من الحزن. في منزله في بيت مري اعتكف الأب المفجوع ليتسلّل الموت إليه بهدوء لا يشبه حياته الصاخبة. حقاً مات غسان تويني ، توفي في الثامن من حزيران عام 2012، ترك كل أحزانه ومضى،علّه هذه المرة يختبر الراحة الأبدية.