ماذا تريدون من أهل السويداء ، من منكم أعطى لهم الطمانينة والضمانات ، من حافظ على تاريخهم ونضالهم ، وهل كان لديهم طموح يوماً ما إلى السلطة رغم كل تضحياتهم في سوريا ؟؟؟
هل رفعتم عنهم الطغمة الدينية يوماً ما ؟؟؟
ألستم أنتم تقولون دائماً عنهم اقلية ، ألا تتذكرون الكلام السيء لمفتيي الثورة وغيرهم من المفتيين عن الموحدين ؟؟
هل لفت نظركم المنشقين الضباط منهم وهم منتشرين في أقطار الدول العربية يفتشون عن عمل ، هل أعطيتموهم دوراً في القيادة والقرار؟
هل حدث أنّكم إعتذرتم منهم عن الماضي البعيد والقريب ولو أنهم يحاولون مسح الذاكرة ؟!
وأسئلة كثيرة ...
الموحدون أقلية يا جماعة ولكنكم لم تستطيعوا أن تتفهموا أنهم ليسوا كباقي الأقليات ، من ناحية وحدتهم عندالخطر ومن ناحية قتالهم وثورتهم عند الغضب وهم اعتادوا الدفاع حتى آخر رمق عن أرضهم وكرامتهم وعرضهم ومن الصعب جداً إقناع الموحد ولو بالقوة أن يترك أرضه وبيته ومن الصعب إقناعه أن أحد المتطرفين المسلمين سيتحالف معه وذلك بسبب التاريخ السيء الذكر في التعامل معهم .
الموحدون أقلية ولكنهم يرفضون التبعية والتلقي من أيَ طرف آخر ومن أيّ نظام ظالم وطني أو آخر ، بل لا يحبذون التدخل في قرارهم ومشورتهم وحكمتهم ، فكيف تسمحون لأنفسكم توجيه لهم ملاحظات شبه أوامر ؟؟؟
في السويداء شعب مسالم اختار أن لا يتدخل في الحرب السورية لعدم إطمئنانه لأحد من الأطراف المتقاتله ، ورغم ذلك روحهم مع ثورة الشعب السوري ومن هنا نرى تخلّف شبابهم عن خدمة العلم في جيش النظام لأنه دخل في عمليات قتل الشعب دون تمييز بين طفل ومقاتل معارض ، وبلغ عدد الشباب المتخلفين 27 ألفاً ، وكما أنّ أهالي السويداء فتحوا بيوتهم لكل مسالم نازح لا يحمل سلاح دون النظر إلى مذهبه وميوله السياسية ، ويكفي أنّه عربي سوري .
وكما نذكر حركة مشايخ الكرامة اللذين وقفوا ضد مرور الدبابات وقوافل المسلحين الشبيحة وجيش النظام للتعدي على جيران أهل الجبل من الشعب السوري ، وأجبروهم في كل مرة على التراجع والإنسحاب .
كانت لأهالي السويداء والقنيطرة عدة تجارب مع النظام وكانت سيئة ، إن في القنيطرة حيث جرّهم جيش النظام إلى معركة مع المعارضة ثم تركهم للذئاب دون سلاح ولولا العقلاء لما استطاعوا ان يحموا قراهم أبنائهم ، وكانوا معرضين لأقبح المجازر ، فلا النظام ترك لهم سلاح ولا المعارضة عرضت عليهم سلاح للدفاع عن النفس ، بل ضمن شروط مسبقه تعجيزية تخدم مصالح فئة معارضة وليس الشعب وثورته ، و أخيراً النظام أخذ سلاحهم وسلاحه ، وخرج من محافظة السويداء لأن همّ جيش النظام هو حماية العائلة الحاكمه ولا يهمه لا موحدين ولا علويين ولا غيرهم ..
أهل السويداء جزء من الشعب السوري الثائر ولكن لن يرغمهم أحد على الإقتتال الطائفي أو على الثقة بأحد المتطرفين المتمسكين بثقافة الموت والقتل ولا يملكون ثقافة الثورة والتغيير، إن كان من هذه الجهة أو تلك .
وأما ما يثير الطمأنينة هو الجيش الحر اللذي تعرض لأبشع الحملات العسكرية والمادية ، وأصبح ضعيف التسليح في العتاد والغذاء وغير قادر على تأمين حماية لأيّ طرف في سوريا .