منذ اللحظة الأولى لإنزلاق حزب الله في الحرب السورية دعماً للرئيس السوري ونظامه بناء على أوامر مباشرة من الولي الفقيه على أثر إنطلاق الشعب السوري بثورته لإصلاح النظام ولاحقاً لتغييره . والإنتصارات الإلهية تتوالى تباعاً ، الإنتصار تلو الآخر تحمله مواكب الشهداء التي تخترق الحدود باتجاه لبنان آتية من أراضي الشقيقة سوريا لتقيم أعراس الشهادة التي عمّت كافة المناطق التي تشكل حاضنة لحزب الله والتي إمتلأت طرقاتها وساحاتها بصور الضحايا المظلومين والمغرر بهم وارتفعت يافطات العزة والكرامة والشرف على مداخل كل بلدة.
فمن القصير إلى يبرود إلى القلمون واليوم في جرود عرسال ، ووسائل إعلام الممانعة تزدحم نشراتها وصفحاتها بأخبار الإنتصارات الإلهية.
وهذا خلافا للوقائع الميدانية التي تعبر عن نفسها من خلال الهزائم المتتالية التي منيت بها القوات العسكرية التابعة للنظام وتقهقرها أمام زحف الفصائل السورية المعارضة المسلحة في شمال سوريا وفي جنوبها.
ممّ يؤكد على أنّ بعض الإنتصارات المتفرقة التي تحققها قوات الأسد المدعومة من ميليشيات الممانعة يقابلها خسارة بالجملة للحروب التي لم تترك للنظام أكثر من عشرين بالمائة من الأراضي السورية بقيت خاضعة لسلطة الرئيس بشار الأسد وتحت سيطرة قواته.
إلا أنّ المعركة التي يتم التحضير لها هي معركة دمشق ومحيطها ومعركة حمص بإعتبار أنّ محافظة حمص تشكل صلة الوصل بين العاصمة دمشق والمنطقة العلوية على الساحل السوري.
وقد نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مقرب من نظام الأسد تأكيده على وصول الآلاف من المقاتلين العراقيين والإيرانيين إلى سوريا بهدف الدفاع عن دمشق وضواحيها بدرجة أولى .
كما كشفت صحيفة التايمز البريطانية أنّ الرئيس السوري يعتمد على مقاتلين شيعة من أفغانستان وذلك إستناداً إلى تصريحات زعماء قبائل شيعية يقولون أنّ السفارة الإيرانية في كابول تمنح مئات التأشيرات شهرياً لرجال شيعة يرغبون في القتال في سوريا.
وهذا يعني أنّ المعركة الآن ليست معركة الدفاع عن حكم الأسد لكل سوريا بل هي معركة الحفاظ على العاصمة دمشق ورأس الأسد نفسه ، سيما وأنّ هناك معلومات تشير إلى أنّ معركة دمشق وحمص ليست بالبعيدة.
من الواضح أنّ الإستعانة بمقاتلين من العراق وإيران وأفغانستان يعني فشل حزب الله ومن قبله قوات الأسد في كسر شوكة المعارضة السورية المسلحة ‘ وبالتالي فهو فشل للإيرانيين ولكل السياسات التي إعتمدوها في سوريا والتي من شأنها تأجيج الصراع المذهبي في المنطقة .
وكذلك يظهر مدى القلق الإيراني على وضع الأسد خصوصاً وأنّ إيران تعي أن سقوط الأسد هو سقوط لمشروعها بالمنطقة ، وهذا القلق الإيراني لا تبدده أوهام الإنتصارات الإلهية ولا تزيله دعايات قادة الحرس الثوري الإيراني وعلى رأسهم اللواء قاسم سليماني الذي يقود المعارك بنفسه .