نبّه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الى وجوب «ان تتصرف الدولة اللبنانية بشكل حسن مع السنّة لمنع وصول «داعش» الى لبنان، وكي لا تدفعهم الى الانخراط في هذا التنظيم»، مذكراً بالحكم المخفف الذي صدر عن المحكمة العسكرية بحق الوزير السابق الموقوف ميشال سماحة والذي كان سينفذ مؤامرة في المناطق السنّية في طرابلس وعكار، وسأل: «حين يرى السنّي هذا الحكم، ألا نكون ندفعه نحو «داعش» والتطرف؟».
وقال أمام وفد من الجامعة الشعبية لمنطقة البترون زاره في مقره أمس: «أحزن كثيراً حين يطرح موضوع المسيحيين في الشرق واستطراداً المسيحيين في لبنان، فهذه الصورة مبالغ بها جداً، يجب ألا ندع أحداً يخيفنا من أي شيء، فجو الخوف الذي يشاع غير منطقي على رغم الأحداث التي تشهدها المنطقة، ومشهد ذبح الناس من قبل «داعش» مقزز وكريه ومتوحش ولكن هذا لا يعني أن «داعش» وصل الى لبنان. كما ان الحرب الدائرة في الشرق الأوسط ليست حرباً تستهدف المسيحيين، فلها أبعاد عدة: بعد إيراني- عربي، بعد سنّي- شيعي وبعد الصراع على السلطة بين مجموعات مختلفة ولا سيما في ظل وجود الأنظمة الديكتاتورية».
ورأى انه «يوجد حد أدنى من الدولة اللبنانية على الأرض، فالجيش والقوى الأمنية تقوم بعملها وتضبط مليون و200 ألف لاجئ سوري مع العلم أنهم قد يكونون عرضة للإختراق من «داعش» و «النصرة»، لماذا؟ لأن كل الأجهزة الأمنية متفقة مع الجيش على مراقبة هذا الموضوع، لذا يجب ان ينصب اهتمامنا على الإبقاء على هذا الحد الأدنى من وجود الدولة».
وانتقد جعجع مطالبة «حزب الله» الجيش بملاحقة المسلحين الى أبعد من الحدود اللبنانية - السورية، وسأل: «لو حاول أحد الاقتراب من حدودنا طبعاً يجب أن نردعه وإيقافه والدفاع عن أرض لبنان، ولكن ان نقتل أبناءنا في الجيش أو غير الجيش في عمق الحدود فهذا لا يجوز. حين كنا نطالب بترسيم الحدود بيننا وبين سورية، كان هؤلاء الذين يطالبون الجيش بملاحقة المسلحين، أول الرافضين لترسيمها. فبأي منطق يريدوننا أن نرسل أولادنا ليموتوا في الوقت الحاضر؟ هل خدمة لبشار الأسد؟».
وعن ملف رئاسة الجمهورية، اعتبر انه «لو صحيح أن رئيس الجمهورية لا يتمتع بصلاحيات، فلماذا كل هذه المعركة على الرئاسة؟».
وأعرب عن ثقته بأن «نظام بشار الأسد لن يستمر، بات كناية عن واجهة للصراع العربي- الايراني من جهة وصراع اسلامي وغير اسلامي من جهة أخرى، ولا يظهر في الأفق متى ستنتهي الأزمة السورية». وأسف لأن «لا حل في الوقت الراهن للأزمة الرئاسية»، وحمّل «حزب الله» مسؤولية تعطيل الانتخابات الرئاسية لإدخالها كأوراق تفاوض بيد إيران في سياق ما يجري في المنطقة». واستبعد «ان تسقط الحكومة مهما كبر التأزيم، اذ قد يصل الأمر الى حد إيقاف بعض الجلسات، ولكن يجب أن يبقى حد أدنى من صمام الأمان».
واوضح ان السبب الرئيسي للتفاهم مع «التيار الوطني الحر» هو «نزع الأجواء السيئة واستبدال أجواء طبيعية بها، فحال التنافس شيء وحال العداء شيء آخر».