المنية التي تمتد من دير عمار إلى بحنين، و التي تضم من مختلف الطوائف و المذاهب ، في أيام الحرب الأهلية سنة 1975 بقيت منية العيش المشترك و إستقبلت جميع النازحين من مختلف الأديان و المذاهب و كانت مشهورة هي و أهلها بالعيش المشترك، و رغم الخلافات السياسية و رغم الإتجاهات المختلفة فيما بينهم إلا أنهم بقوا أهل في منطقة واحدة و لم يتجرأ أحد على إيذاء أحد بل الجميع كانوا يداً متكاتفة .
و لكن في الآونة الأخيرة منذ خمس سنوات حتى يومنا هذا ـصبحنا نتفاجأ بجرائم لم نسمع بها من قبل، جرائم لا سبب لها و لا أي دافع سوى غياب الدين ، و الأخلاق ،و الجهل ، من الحواط ، إلى مطر ، إلى محيش ،و من ثم الدهيبي و الشهيدين الأب و الإبن حسن و رياض سويد اللذين قتلا في ليلة القدر في رمضان بجريمة لا دافع و لا سبب لها ، و اخيراً الجريمة التي هزت لبنان و التي لفها الغموض لفترة و لكن سرعان ما كشفت المخابرات و المعلومات تفاصيلها و ألقت القبض على المجرمين ، والتي ذهب ضحيتها شاب من ببنين لا ذنب له بها ، و لولا تدارك الوضع لكانت وقعت فتنة بين منطقة ببنين و المنية لا منجيَ منها .
غير أن أهل الصلح و الدين تداركوا الوضع سريعاً و إستنكروا ما حدث ، كل هذه الجرائم التي تحصل في منطقة المنية لم تعتد عليها المنية من قبل و لم تسمع بها .
فلماذا تحصل و ما الدافع لها ألا يعلمون أن قتل النفس بغير حق هدم الكعبة أهون على الله من ذلك ، و بشر القاتل ب القتل حتى ولو بعد حين، ...
نتمنى أن تعود المنية إلى سابق عهدها كما كانت منية العيش المشترك بين أهلها، وألا يحدث كل فترة جريمة و ألا تلبس المنية و غيرها الثوب الأسود ، بل نريد للمنية ان تعود كما كانت عروس الشمال...
(أمجد علم الدين)