ركز الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على مجمل التطورات السياسية الداخلية والاقليمية، وأكد على «ان مجاهدي حزب الله حاضرون في كل الساحات والميادين» ورداً على التهديدات الاسرائيلية للبنان، وقال «ان المقاومة قادرة على تسديد الرد على اي عدوان اسرائيلي وتهجير ملايين المستوطنين الصهاينة»، كما دعا الى الاقلاع عن المراهنات السخيفة جراء تبدلات على الارض ستحدث في سوريا والعراق واليمن لجهة تراجع محور المقاومة، ودعا الى الاقلاع عن الرهانات الخاطئة، لأن «ما اقوله ناتج عن حسابات واقعية وليست تنظيرية».
وانتقد بعض الاصوات التي تحاول تصوير «داعش» وكأنه انتاج ايران وسوريا وحزب الله ورد على كل هذه الأصوات بالقول «نحن الجهات الثلاث التي تقاتل «داعش» فعليا على الارض، والحرب معهم في المرحلة التالية في جرود رأس بعلبك وغيرها».
وذكر بتاريخ «داعش» وبأنه فرع للقاعدة في العراق وسوريا، وانه انتاج الولايات المتحدة والسعودية وباكستان منذ الحرب الافغانية على الاتحاد السوفياتي.
وسخر سماحته بشدة من الاصوات التي حاولت تصوير المعركة في عرسال بأنها معركة ضد مدينة عرسال واهلها «الذين نقدرهم، ونحن قلنا منذ اليوم الاول ان الوضع في عرسال من مسؤولية الجيش اللبناني ويجب ان تعالج الاوضاع لأنها خطرة، وقلنا ايضا بوضوح «عرسال محتلة»، ويجب انهاء هذا الامر من خلال الدولة، وبعد قرار مجلس الوزراء بتكليف الجيش بمعالجة الاوضاع في عرسال، سحب هذا الموضوع من التداول وعلى قيادة الجيش ان تقدر الاوضاع سريعا في عرسال وتتصرف. وكرر التأكيد : نحن لم نقل في أي يوم من الأيام اننا سندخل الى بلدة عرسال.
واشار الى ان المقاومة من جانبها تقوم بواجب تحرير الجرود اللبنانية التي يحتلها الارهابيون اما سيسهل مهمة الجيش اللبناني.
كما انتقد الاصوات التي حاولت الترويج بأن عرسال خط احمر، وان حزب الله سيغرق في جرود عرسال ولا يستطيع فعل شيء او حسم الامور، و«هللوا» لهذه النظريات وهم موجودون. وهذه التنظيرات اسقطها المقاومون في الميدان، مؤكدا ان لا حدود زمنية لمعركة تحرير الجرود من محتليها. والامر يعود حصرا الى القادة الميدانيين العسكريين في المقاومة.
كما حذر من ادارة الظهر لما يحصل في مجلس الوزراء وما يتم طرحه، مطالبا بأخذ تحذيرات البعض على محمل الجد، وعدم التعامل معها باللامبالاة. كما شدد على الموضوع اليمني وأكد على ثوابت حزب الله من «الحرب الاميركية - السعودية» على اليمن
وبأنها «حرب ظالمة تساهم بقتل الشعب اليمني، ونحن سنبقى الى جانبه»، مؤكدا ان الامر الاول والاساسي هو وقف العدوان ورفع الحصار وفتح ابواب الحل السياسي، وهذا هو المخرج الواقعي للحرب الظالمة على اليمن «لأننا سنبقى الى جانب الشعب اليمني حتى وقف العدوان».
الى ذلك واصل مجاهدو حزب الله تقدمهم في جرود القلمون وعرسال وسيطروا بشكل كامل على سهل الرهوة، ودخلوا الى مراكز مسلحي النصرة حيث صادروا منها اسلحة هامة واجهزة كمبيوتر واسماء وارقام السيارات، بالاضافة الى دراسة خطط لتنفيذ عمليات ارهابية لم يتسن لمقاتلي النصرة محوها، عن اجهزة الكمبيوتر كما سيطروا على احد المراكز الذي نقل اليه العسكريون المخطوفون واحتجزوا فيه لأشهر.
كما سيطر مجاهدو حزب الله والجيش العربي السوري على تلة الثلاجة الاستراتيجية في جرود فليطا والتي شهدت اعنف المعارك وتعتبر تلة الثلاجة من اهم التلال الى جانب تلة موسى. كما تقدم حزب الله نحو سهل شعبة القلعة الاستراتيجية بعد السيطرة على حرف وادي العرب شرق وادي الخيل في جرود عرسال، ويعتبر هذا الوادي المعقل الاساسي للمسلحين وقادتهم واصبح تحت مرمى نيران الاسلحة الرشاشة مما يعيق تحرك مسلحي النصرة. وافادت قناة المنار عن سيطرة الحزب على جبل شعبة القلعة في جرود عرسال الذي يبلغ ارتفاعه 2239 متراً والمشرف ايضا على وادي الخيل ومعبر الزهراني. كما شاركت راجمات الصواريخ التابعة للجيش اللبناني بقصف جرود رأس بعلبك بعدما رصد مجموعات مسلحة تقوم بالتقدم من جرود رأس بعلبك باتجاه جرود بلدة الفاكهة، كما دفع الجيش اللبناني بتعزيزات كبيرة.
واللافت ان مقاتلي حزب الله اكتشفوا مقابر جماعية دفن فيها اكثر من 50 عنصرا من «النصرة».
مجاهدو حزب الله تمكنوا وبعد 3 ايام من المعارك في جرود عرسال من السيطرة على كل المعابر وتطويق المسلحين وتضييق الخناق عليهم وشل تحركاتهم في ظل تحكمهم بأكثرية التلال وبالتالي اصبحت معظم مراكز المسلحين ساقطة عسكريا حيث يقوم الحزب بتمشيط المناطق التي سيطر عليها وتحديدا المغاور والكهوف ويعزز تواجده فيها، فيما تقوم طائرات «مرصاد» الاستطلاعية التابعة لحزب الله باخضاع منطقة القلمون للمراقبة الدقيقة فيما يتولى الطيران السوري قصف تحصينات المسلحين.
واللافت ان «التكتيكات» العسكرية التي اعتمدها مقاتلو الحزب ورفع مستوى التنسيق الميداني مع الجيش السوري وتنفيذ الخطط بشكل دقيق، تشكل مفاجأة للمراقبين العسكريين في ظل الرصد الدائم للخبراء العسكريين الاجانب في لبنان لسير المعارك وتطوراتها على الارض، خصوصا ان معارك «التلال» تتطلب مقاتلين اشداء يعرفون كيفية التحرك وقادرين على تحمل الصعاب والتعامل مع كل الظروف وهذه المؤهلات ظهرت بوضوح على مقاتلي الحزب وهذا ما نقله المراقبون العسكريون الى دولهم، وهذا الامر نقل ايضا الى خبراء عسكريين لبنانيين.
اتما على صعيد الاوضاع السياسية فقد شهدت السجالات برودة فيما كشف مصدر موثوق ومطلع ان الموفد الفرنسي فرنسوا جيرو لم يحمل اي جديد في شأن انتخاب رئيس الجمهورية وحاول استطلاع الامور بعد لقائه الرئيسين بـري وسلام، لا بل ان الانطباع بعد الاستماع له خلال زياراته، ان ملف رئاسة الجمهورية مؤجل بحكم حالة الحذر والترقب السائدة في المنطقة بانتظار حسم الملف النووي الايراني.
وتشير المصادر الى ان جيرو طرح العديد من الاسئلة حول الاوضاع الداخلية ولقاء الرابية، اما الموفد الفاتيكاني فركز على بعض التفاصيل المتعلقة بالاستحقاق داعيا لبذل الجهود لانتخاب الرئيس سريعا.
وفي المقابل عقد اللقاء التشاوري في منزل الوزير بطرس حرب وفي حضور الرئيسين امين الجميل وميشال سليمان، واشار البيان الى انهم سيبلغون الرئيس سلام رفضهم المطلق للآلية المتبعة في مجلس الوزراء وعدم القبول اطلاقا «بأن يفرض وزير معين او فئة معينة رأيه او رأيها على اللبنانيين وعلى الحكومة، وان يعطلها على اساس ان تعمل ما يريده هذا الوزير او يشل البلد».
كما طالب بيان اللقاء التشاوري بمحاسبة كل من يعطل الدستور ويضرب المبادئ الديموقراطية وشدد على وجوب تحاشي اي تعيينات في المراكز الكبرى في غياب رئيس الجمهورية.
الى ذلك اكد رئىس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع على ان الامعان في تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية لم تعد تداعياته محصورة بموقع الرئاسة فحسب وانما بات يرمي بظلاله فراغا وشللا على المواقع الدستورية والامنية الواحدة تلو الاخرى وهو ما ينسف ادعاءات البعض بأن الفراغ الرئاسي سببه خلاف مسيحي - مسيحي، ويثير شكوكا حول الغاية النهائىة التي يسعى اليها القائمون بالتعطيل بمعزل عن بعض اوراق التوت التي يحاولون التلطي خلفها.
ويشهد مطلع الاسبوع المقبل قمة مسيحية بارزة في دمشق الاثنين في مقر البطريركية وبدعوة من بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الكاثوليك يوحنا العاشر وسيشارك في القمة البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي الذي سيرافقه المطرانان سمير مظلوم وبولس صياح وسيصدر عنها بيان يتطرق الى اوضاع المسيحيين في الشرق في ظل المخاطر التي يتعرضون لها، علما ان الاجتماع يأتي قبل ايام من لقاء الرئيس الروسي بوتين والبابا فرنسيس وسيتطرق الى اوضاع المسيحيين في الشرق، علما ان وفدا يمثل الكنيسة في روسيا سيحضر المؤتمر.