لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثامن والسبعين بعد الثلاثمئة على التوالي.
لا أبواب حكومية مفتوحة، وما يسري من تمديد في قيادة قوى الأمن الداخلي، سيسري في أيلول على قيادة الجيش، ولمدة سنتين أيضا، وهذا الأمر لا يأتي تعبيرا عن إرادة فريق سياسي لبناني فقط، بل وإرادة دولية عبر عنها مسؤولون أميركيون بتأكيدهم ان الفراغ في المواقع الأمنية اللبنانية غير مسموح، واذا كان متعذرا التعيين، فليكن التمديد، لأن الخيار الثالث، أي القيادة بالوكالة، لا يتناسب مع حجم التحديات ولا موجبات القيادة ولا برامج المساعدات العسكرية للقوى العسكرية والأمنية اللبنانية.
في غضون ذلك، شكلت إطلالة الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، أمس، مناسبة لطمأنة أهالي بلدة عرسال لجهة القول إن الحزب لم يكن يفكر أو يخطط وحتى لم يتفوه أحد من قادة الحزب بأننا «نريد أن ندخل إلى بلدة عرسال»، مجددا الفصل بين معركة جرود عرسال وبلدة عرسال، ورأى أن قرار مجلس الوزراء بشأن عرسال واضح، لجهة تكليف الجيش بحماية البلدة والدفاع عنها من خلال دخوله إليها، مشددا على أن «أهالي المنطقة يتطلعون إلى الجيش وقيادته ليتحمل مسؤولياته الوطنية الكبيرة، لأن الموضوع ليس صغيرا»، وقال «إننا ننتظر تنفيذ القرار»، داعيا الحكومة إلى متابعة الجيش ومساندته ومساعدته في المهمة التي كلف بها.
قهوجي: خطط للمواجهة والدفاع
في السياق نفسه، نقل عن قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي قوله إن الجيش يواصل الاستعداد، على كل المستويات، لحماية كل الحدود اللبنانية، «وهذا يشمل بطبيعة الحال وضع كل الاحتمالات، وبالتالي تحضير خطط مواجهة ودفاع، وهو ما يتواصل العمل عليه، خصوصا في حال تحريك الاوضاع على الحدود شمال لبنان».
واذ أكد قهوجي ان «التوافق السياسي الداخلي يريح المؤسسة العسكرية ويجعل مهامها أسهل في مواجهة الأخطار الحدودية»، تمنى أن «تبقى السياسة بعيدة عن المؤسسة العسكرية». وطمأن سائليه ان «أوضاع الجيش واستعداداته أكثر من جيدة، على الرغم من استنفاره على كل الحدود من مزارع شبعا الى جرود عرسال، إضافة الى ضرورة اليقظة في الكثير من المناطق الداخلية» (ص3).
ويأتي الكلام المنقول عن قهوجي بالتزامن مع استمرار حالة الجهوزية في كل ألوية الجيش وأفواجه ووحداته العسكرية المنتشرة في جميع المناطق، وخصوصا في منطقة البقاع الشمالي، منذ بدء معركة القلمون، في ظل تقديرات أمنية بأن تبادر المجموعات التكفيرية الى إحداث اختراقات حدودية، أو القيام بعمليات أمنية، سواء في منطقة البقاع أو في الداخل اللبناني، وخصوصا في عمق الضاحية الجنوبية التي شهدت في الساعات الماضية تشديدا استثنائيا للاجراءات الأمنية عند جميع مداخلها.
«النصرة» محصورة في رقعة ضيقة
وقالت مصادر مواكبة للتطورات الميدانية في السلسلة الشرقية إن مسلحي «النصرة» باتوا محصورين في مساحة لا تتجاوز الخمسين كيلومتراً مربعاً من أصل مئتي كيلومتر مربع كانوا يحتلونها في جرود عرسال.
ومع القصف المدفعي والصاروخي الذي نفذه الجيش اللبناني، بعد ظهر أمس، على تجمعات المسلحين في وادي العويني، وأدى إلى مقتل نحو 16 عنصراً من «النصرة»، بدا واضحا أن ثمة تناغما ميدانيا فرضته معطيات الأرض، بحيث صارت مواقع «حزب الله» والجيشين اللبناني والسوري في منطقة الجرود يحمي بعضها بعضاً من دون أي تنسيق أو قرار سياسي.
وكان لافتا للانتباه بيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة (في سوريا) الذي بثه ناطق رسمي عبر الفضائية السورية وعممته وكالة «سانا» لاحقا وتضمن إشارة الى إحكام السيطرة على مناطق تقع في القلمون «وتأمين المناطق الحدودية مع لبنان الشقيق».
وأكد مصدر عسكري لـ «السفير» أن القصف المدفعي والصاروخي الذي نفذه الجيش، أمس، يأتي في سياق العمليات العسكرية الاستباقية التي تنفذ في جرود عرسال والقاع ورأس بعلبك منذ أكثر من شهر وذلك عند ملاحظة أي تحركات مشبوهة أو تجمعات للمسلحين.
ويعتبر رأسا وادي العويني ووادي الدب مع ضهر الهوة (1750 مترا عن سطح البحر) الجغرافيا الأصعب المتبقية حتى الآن في معركة «حزب الله» ليس فقط في جرود عرسال التي تسيطر عليها «النصرة»، بل في جرد القلمون أيضاً بعد إعلان الجيش السوري و «حزب الله» أمس السيطرة على قمة صدر البستان (2590 مترا) في جرد فليطا السورية، وهي الأعلى في السلسلة الشرقية بعد «تلة موسى» (2850 مترا) وجبل الشيخ (2814 مترا)، كما تمت السيطرة على تلاجات البريج القريبة من صدر البستان وشعبة القلعة (2340 مترا) وهي مشرفة على وادي الخيل من ناحية الشرق وجزء من معبر الزمراني الذي تسيطر عليه «داعش».
ويشير أحد أبناء عرسال العارفين بجرودها لـ «السفير» إلى أن «الصور التي عرضها «حزب الله»، أمس، هي في أسفل سهل الرهوة، ما يؤكد سيطرة الحزب على كامل السهل الأكبر في الجرود العرسالية».
ويعتبر محللون عسكريون أن وصول «حزب الله» أمس إلى «فم» وادي الخيل من جهة الغرب، يعني إمساكه ميدانياً بكامل الجردين المنخفض والأعلى، لتنحصر المعارك في الأيام المقبلة في ما تبقى من الجرد الأوسط، وبالتحديد وادي الخيل ووادي الزعرور ووادي المعيصرة ووادي قطنين ووادي العويني ووادي الدب، وكلها لا تزيد مساحتها عن 50 كيلومترا مربعا، ورجح هؤلاء أن تكون قيادات «النصرة» قد أعادت تموضعها نحو ضهر الهوة، وأبدت تقديرها أن يكون أميرها أبو مالك التلي محاصرا هناك مع باقي قيادات التنظيم.
وعرض الإعلام الحربي لـ «حزب الله»، أمس، صوراً من «الرهوة» للمواقع التي فرّ منها مسلحو «النصرة» مخلفين وراءهم أجهزة «كمبيوتر» وعددا من «الفلاش ميموري» التي تخزن معلومات لم يتم مسحها وتحوي خططاً عسكرية ومعلومات أمنية.
نصرالله للإسرائيليين: سنهجركم بالملايين
من جهته، قال الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله في كلمة تلفزيونية مباشرة أمام مشاركين في إحياء مناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس «كشافة المهدي»، في الجنوب والبقاع والضاحية والعاصمة إن معركة جرود عرسال قائمة وهي تتحدث عن نفسها، رافضا الخوض في تفاصيلها أو الحديث عن سقف زمني محدد لها «لأننا معنيون بتحقيق الأهداف بأقل خسائر ممكنة». وأكد ان الحزب استطاع تحرير عشرات الكيلومترات من الأراضي (اللبنانية) المحتلة، مشددا على أن إنجازات الأيام الأخيرة «جعلت بالفعل وبلا نقاش أو تردد يد حزب الله هي العليا سواء في جرود القلمون أو في جرود عرسال».
وأوضح أن «حزب الله» كان يستعد لخوض معركة القلمون وكان أمامه وقت كاف، إلا أن هجمات المسلحين واعتداءاتهم على مواقع الجيش السوري و «حزب الله» عجلت في فتح المعركة، وأشار إلى أن معركة جرود عرسال ستسهل على الجيش مهمته وستخفف عنه الأعباء.
وفي الشأن السياسي الداخلي، تمنى نصرالله على الحكومة التعامل مع الاستحقاقات المطلوبة وأن تتحمل مسؤولياتها القانونية والدستورية في معالجتها بالجدية المطلوبة وليس بتقطيع الوقت أو «التطنيش» أو المراهنة على تطورات خارجية، وقال: «نتمنى أن تؤخذ الأمور بالجدية اللازمة والاهتمام العالي وعدم المراهنة على أي سراب أو أوهام».
ورد نصرالله على تهديدات الاسرائيليين الأخيرة للبنان، بالقول لهم: «أنتم تهددون بتهجير مليون ونصف مليون لبناني، المقاومة الإسلامية في لبنان تهدد بتهجير ملايين الإسرائيليين.. ملايين الإسرائيليين سيتم تهجيرهم في الحرب المقبلة إذا فرضت على لبنان
السفير : نصرالله يطمئن عرسال.. وقهوجي جاهز لكل الاحتمالات العسكرية «حزب الله» يمسك معظم الجرود.. ويحاصر أبو مالك التلي
السفير : نصرالله يطمئن عرسال.. وقهوجي جاهز لكل الاحتمالات...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
521
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro