أطل سماحة الشيخ عباس الجوهري مدير المركز العربي للحوار وصاحب موقع لبنان الجديد على شاشة ال mtv من خلال برنامج بيروت اليوم ، للحوار بمختلف القضايا في المنطقة من التعبئة للتقسيم لوصف شيعة السفارة .
أما بالنسبة للتعبئة ، وسؤاله لماذا هذه التعبئة والضغط من جانب حزب الله ؟
قال الشيخ عباس : يعيش البلد تداعيات الأزمة السورية ، حزب الله لديه استراتيجية واضحة المعالم ، عندما دخل إلى سوريا ذهب ليبقي هذا النظام قائماً لتبقى طرق إمداداته مؤمنة ، اليوم بعد خسارة النظام لمساحات كبيرة ، ذهبنا إلى المخطط رقم 2 ( plan B) وهو القبول بتقسيم سوريا ونشوء دولة للعلويين ، محاذية للحدود اللبنانية .
وعن التسليم بالتقسيم قال الشيخ :
قد سمعنا منهم ، من تصريحاتهم "غدا ستسمع الكل يتهم ويلوم الآخر على التقسيم "
الناس بعد هذا السيل من الدماء لا يمكن أن يتعايشوا ، غير أن هناك من الثوار من يرفضون التقسيم وقد تكون هناك معارك جديدة فيما بعد حول وحدة سوريا ، نحن أمام مشهد لم تنتهِ فصوله القاتلة ، اليوم سوريا لم تعد كما كانت أصبح هذا النظام عبئاً عليه حتى على من أراد التمسك به ، والمجتمع الدولي اليوم تراجع خطوات للخلف وترك الإقليم يضج بمشاكله .
وعن كيفية تقسيم المنطقة ؟
أجاب الشيخ عباس : بهذه الخطة الحدود المتصلة بسوريا الدولة الجديدة هي محاذية للحدود اللبنانية وبالتالي القلمون السوري والجرود المحاذية له ، لا بد بإستراتيجية حزب الله أن تتركز القوة في هذه الحدود لإخراج المعارضين السوريين من هذه المنطقة .
وتأتي كذلك الجرود المتصلة ببلدة عرسال وهي الجانب السني وهم لا يريدون لهذه المنطقة أن تكون عامل مؤثر في إمداد المسلحين بمصادر ، لذلك هم يحاولون أن يضغطوا على الحكومة والجيش اللبناني ليباشر هو حل هذه المعضلة .
أما العناوين ، إبعاد المهربين والتكفيريين والمقاتلين وإبعاد الأذى ، هي عناوين للداخل اللبناني حتى يجد الحزب له شريكاً في الساحة المسيحية ، فيجد له سنداً هناك .
وعن هروب المسلحين إلى الداخل ؟
قال : هذا هو الخطر ، نحن كنا منحازين لخيرات الشعب السوري ضد نظامهم المستبد ، ولكن المعارضين للنظام ليس لهم نظرة او استراتيجية واضحة المعالم ، كيف نناصر من قتل الجيش وخطف الجنود ؟
حتى حزب المستقبل وممثليه غير قادر على نصرتهم ، بالأدبيات تحولوا من ثوار لإرهابيين ، وهم صنعوا لأنفسهم هذه الصورة التي استفاد منها حزب الله والحزب يعرف ماذا يريد ، مع إني أعارضه فيما يريد .
أما عن موضوع التعبئة الشعبية على الأرض وتوزيع السلاح في البقاع ؟ وإن كان عامل سلبي إو إيجابي ؟
قال الشيخ أنه عامل سلبي واستعمال خاطىء وسيرتد على حزب الله نفسه ، إذا اتفقنا على أن داعش خطر حقيقي على لبنان والإرهاب قادم من الدولة السورية ، الحل هو بتقوية و وحدة الصف اللبناني والوقوف صفاً مع هذا الجيش لحماية الحدود ، نحن ليس لدينا هم القضاء على المسلحين المعارضين في سوريا ، ولكن عندما هؤلاء المسلحين يدخلون لبنان الكل سيكون في مقابل هذا التدخل .
حزب الله حينما دعا العشائر لتأخذ دوراً في هذه المهمة كان يقوم بضربة إعلامية فالعشائرية التاريخية هي مهمشة ومقصاة على مدى عقود ثلاثة ، ولكن اليوم حين تعطيها سقف للتحرك سوف تتحرك معك الآن ولكن غدا سوف يكون لها أجندتها الخاصة ، انتشار السلاح غير المنظم في البقاع سوف يؤدي لإخلال أمني حتى في داخل البيئة الشيعية نفسها .
وعن انفلات السلاح و أن حزب الله بجبروته لم يستطع تنظيم هذه المناطق ؟
قال الشيخ : حزب الله استطاع تنظيم هذه المناطق بأجندته وتوظيف هذا السلاح المنفلت في لحظة ما وإعادة إغلاق هذا الملف في وقت لاحق .
وفي موضوع عرسال حزب الله يلوح بدور العشائر إذا لم تذهب الحكومة اللبنانية لمقاربة ملف عرسال في الطريقة التي تؤمن خطته الإستراتيجية في المنطقة ، الحكومة التفت إلى هذا الأمر عندما كلفت الجيش اللبناني بموضوع عرسال غير أنها كلفته بشيء من القلق والحذر .
حزب الله يريد أن يأخذ الجيش إلى خندقه وأولياء الامور في الطائفة السنية يجب أن ينتبهوا إلى عرسال وأن لا تنفلت الأمور .
وعن كون " عرسال " الجيب داخل منطقة النفوذ ، قال الشيخ : هناك تقارير ، موقف دولي ، أميركي ، تؤكد أنّ دعم المسلحين يأتي من عرسال ، كأنّ هناك رضا دولي على استراتيجية حزب الله .
أما عن النهاية لهذا الوضع ؟
فقد قال الشيخ : النهاية أن يستطيع أهل عرسال الفصل ، هم الذين بدأوا بإنفعال وبتحسس لآلام الشعب السوري ، يجب أن يقول أهل عرسال بلسان واضح لهؤلاء : ابعدوا شبح الحرب عن بلدنا .
أما عن كيفية إبعاد شبح الحرب فقال بأن يبتعدوا عن الجرود ، التي تضرهم أكثر ممّ تنفعهم ، أن يذهبوا إلى محاور أخرى .
وأضاف الشيخ : هناك معايير في الحروب يجب أن تبقى هناك منظومة قيم حاكمة ، حزب الله لا زال يحافظ على هذه القيم لكنه يقوم بتحريض الشعائر على القيام بذلك ، على قطع الطريق على الآمنين على البلدة .
وعن شيعة السفارة ، وعن هذه الصفة لكل من ليس مع حزب الله ؟
قال الشيخ : نحن نسمع دائماً لغة التخوين لمن يعارض وهذه نظرة دينية ، كل الأحزاب تظن أنها تملك الحقيقة ومن ليس معها على باطل ، ولكن لا يوجد حزب بمستوى حزب الله وهو عضو بالحياة السياسية اللبنانية ، هو ليس حزب وليد اللحظة ، ليقارب الأمور بطريقة مفصلية أسود وأبيض .
وتساءل الشيخ : بعد هذا التاريخ لا يتحمل حزب الله رؤيا ومقالات تناقشه من موقع من يريد له الخير ؟
نحن لا نريد تكسير حزب الله نحن نريد تقويم إجراء النصح ، الاتهام للآخر بشيعة السفارة إذ صح ، فأنا أعتقد أن العقل الضيق دخل إلى مساحة القرار في حزب الله ، وهذا الإتهام هو في غير مكانه .
وعن تداعيات هذه الصفة وعن ما بعدها ؟
اعتبر الشيخ عباس أن هذه الصفة جريمة وهي تعبئة الجمهور ضد أي رأي مخالف .
وعن أنها ليست المرة الأولى ، قال الشيخ الدائرة اتسعت ، أنا ضد الانتماء لأي سفارة الإنتماء للبلد وللقانون وللدستور وللصيغة اللبنانية ، ولكن هذا الاتهام يعرض الكثيرين للخطر وهذا أمر نضعه في خانة الترهيب ، ولكن من يمتلك رؤيا واضحة الكلمة هي حق إلهي ولا يمكن لأحد أن يقمعها ، هي رأي الله ، إذا الحزب لم يستطع أن يتحمل بضع كلمات تناقشه بكل محبة وأخوية ماذا يفرقه عن داعش .
وعن اللقاء التاريخي بين ميشال عون وسمير جعجع بعد ثلاثين سنة من العلاقات المتوترة على خلفية الإلغاء ؟ وكيف يرى الانفتاح المسيحي – المسيحي على بعضه ؟
قال الشيخ : أنا أعتبر هذا الانفتاح أكثر من ضرورة وأكثر من واجب وطني ، هو حفاظ على الصيغة اللبنانية في الوقت الذي ينتاب المنطقة العربية إهتراءات وتشققات ، لا يحافظ على الجغرافيا اللبنانية إلا الحضور المسيحي القوي والبارز ، الدور المسيحي هو دور بارز لأن ليس جزءا من الشباك الحاصل في المنطقة ، ويمتلك علاقات مع السنة ومع الشيعة .ويجب أن يبنى على هذا اللقاء وأن يحقق انتخاب رئيس للجمهورية .