إنطوت صفحة القطيعة بين جنرال الرابية "ميشال عون" وبين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع" بعد إنتظار طويل ومرحلة إحباط مسيحي فرضه واقع الإنقسام السياسي الحاد والصراع بين القطبين المسيحيين على الساحة المسيحية وشغور رئاسي إنعكس شلل شبه تام على دينامية السلطة الشرعية وأدائها في البلاد عموماً .
وأتى اللقاء المرجو بين الطرفين ليخلص إلى بيان "حسن النيات" الذي تضمن بنوداً توافقية على الملفات الأساسية المتعلقة بإحترام الدستور والطائف وضرورة إنتخاب رئيس للجمهورية ، وإقرار نظام عادل ونزيه للانتخابات وحق المغتربين اللبنانين بالجنسية ليفتح كوة امل بصفحة جديدة ومرحلة مقبلة لتوحيد الصف المسيحي الذي أنهكته مرحلة الرهانات السابقة وليعكس ارتياحاً مسيحياً إزاء هذه الخطوة الإيجابية على الرغم من التعقيدات الداخلية والتحالفات الإقليمية التي قد تبقي هذا اللقاء في دائرة حسن النيات.
قد يبدو من المبكر التكهن بمستقبل العلاقة والتقارب بين الطرفين إنّما لا ريب في أنّها خطوة ضرورية لإعادة ترتيب الساحة الوطنية علها تنجح في إعادة معادلة التوازن في الوطن .