من العار علينا أن نقف في هذا اليوم ، وأن نكرم أنفسنا على ما صنعناه بالبيئة ، بل كيف سنتحتفل أو بماذا ، والتلوث أغرق الهواء والماء والأجساد .
نتساءل عن ناحية بيئية "صحية" واحدة في لبنان فلا نجد ؟
شمالاً ، سرطان معمل دير عمار (1) ، والتهديد بالمعمل الثاني ، ليجاريه تلوثاً بإتجاه بيروت كل من معملي الذوق والجية .
فتختنق السماء بالدخان الأسود المسموم ونختنق نحن بالمواد السرطانية التي تدخل أجسادنا ، وتذبل المظاهر الطبيعية .
فضلاً ، عن دخان السيارات والباصات والتي نشتمها كل يوم وتشتمها البيئة ، فنزداد نحن مرضاُ لتزداد بيئتنا موتاً .
أما المياه فلنحدث بلا حرج ، مياه غير مطابقة للمواصفات ، فما نشربه وما نستعمله منها غني بالجراثيم ، هذا دون التلوث الفادح لمصادرها من أنهار وينابيع ، للإختلاط بمياه المجارير !
والمثير للضحك أكثر هو التغني بالتشجير والحملات البيئية ، ونحن كل يوم نقطع من شجر لبنان ، وكل يوم تأكل المدنية المساحات الخضراء لأجل العمرات ، ناهيك عن الكسارات التي تدمر المعالم الطبيعية ، والتمادي في ردم البحر الذي يسرق منا مساحاتنا المائية .
في اليوم العالمي للبيئة ، نحن كل يوم نغتال هذه البيئة ، وحمايتها بالنسبة لنا "شعارات " وكلام "يافطات" ...
بل علينا في هذا اليوم أن نقف لحظة حداد ، وأن ندق أجراس الخطر على بيئة أصبحت في تعداد الأموات ، وما تبقى منها "مريض" "ضعيف" ...
فنحن قد تفوقنا على أنفسنا في البحث عن مصادر تلوث فما تركنا إتجاه إلا إعتمدناه ، حتى المواد الإشعاعية الملوثة حاضرة في قائمة انتهاكنا للحياة الطبيعية والإنسانية .