حذر مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس، من «تحريف» شخصية الإمام الخميني، منبهاً مواطنيه إلى أنهم «سيتلقون صفعة» إذا «أضاعوا طريق» مؤسس الجمهورية. كما انتقد «متقاعسين في فلسطين».
وكان خامنئي يتحدث في ضريح الخميني جنوب طهران، في الذكرى الـ26 لوفاته، في حضور مسؤولين بارزين بينهم الرئيس حسن روحاني ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني ورئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني، إضافة إلى حسن الخميني، حفيد الإمام الراحل.
واعتبر أن «الخميني تجسيد لحركة أطلقها الشعب الإيراني، ولا ديمومة لطريقه إلا بالتعرّف الصحيح على شخصيته التي لا ترتبط بمجرد كونه فقيهاً وفيلسوفاً متميزاً»، مشيراً إلى أن الراحل «قام بمبادرتين عظيمتين في إيران، هما إطاحة بالملكية الوراثية المنبوذة، وتأسيس نظام حكم قائم على الإسلام».
ورفض «التعامل بانتقائية مع مبادئ الخميني وأفكاره»، منبهاً إلى أن «الأخطار المحدقة بالشعب الإيراني تكمن في تحريف شخصيته، بسبب الجهل بها أو تفسيرها في شكل خاطئ، ما يؤدي إلى خسائر جسيمة». وزاد: «سيأتي أناسٌ يقدّمون الخميني ويعرّفونه وفق أذواقهم». وحذر من أن «الشعب الإيراني سيتلقى صفعة، إذا أضاع طريق الخميني أو ابتعد عنه».
وشدد خامنئي على أن الخميني «وقف صامداً ضد قوى الهيمنة وأمام المؤامرات الأميركية والاستكبار العالمي، حتى آخر لحظة من حياته»٬ و»واجه الظلم أينما وُجِد»، مذكّراً بأن «من صفاته عدم الاعتماد على القوى الكبرى والاستكبارية، وكان لا يأخذ أصلاً بوعودهم، وهذا ما نلمسه الآن في ما يجري مع إيران وما يعلنه (الغربيون) تجاهها، اذ لا يمكن الاعتماد على وعودهم».
وأضاف: «بمقدار ما نعارض داعش في سورية والعراق، نعارض عنصرية الشرطة الأميركية ضد السود، والظلم الذي يتعرّض له الشعب الفلسطيني، وقصف الأبرياء في اليمن، والإجراءات القاسية في حق الشعب البحريني، إضافة إلى قصف الطائرات الأميركية بلا طيار، الشعبين الأفغاني والباكستاني». وأكد أن «القضية الفلسطينية ستبقى الأهم بالنسبة إلى النظام» الإيراني، معتبراً أنها «ساحة للجهاد الواجب والملزم إسلامياً». وتابع: «لا أمر سيُبعد إيران عن هذه القضية، على رغم وجود متقاعسين في فلسطين عن هذا الواجب. لكننا نختلف معهم وندعم الشعب الفلسطيني ومجاهديه».
وحذر خامنئي من «استهداف الأعداء الوحدة الوطنية في إيران، وسعيهم إلى بثّ روح الفرقة والفتنة بين المسلمين»، مشيراً إلى «طرح الأعداء مصطلح ما يُسمونه الهلال الشيعي في هذا الإطار، بوصفه نموذجاً من تحركات الفتنة الرامية إلى ضرب الوحدة الإسلامية». وشدد على أن «إيران بعيدة كل البعد عن اتخاذ مواقف طائفية، اذ وقفت إلى جانب المقاومة اللبنانية الشيعية، مثلما ساندت المقاومة الفلسطينية السنيّة، وعمِلت على تجسيد مفهوم الأمّة الإسلامية على أرض الواقع». واعتبر أن «مَن يبثّ الفتنة من الشيعة أو السنّة في المسلمين، يعمل لمصلحة الاستخبارات الأميركية والبريطانية، ويستهدف الشيعة والسنّة في آنٍ»، منبّهاً إلى «المؤامرات الرامية إلى التقسيم على أساس الدين بين الشيعة والسنّة، وعلى أساس قومي».
وكان روحاني قوطع مرات خلال إلقائه كلمة في ضريح الخميني، في ذكرى وفاته، من جمهور رفع شعارات تمجّد الإمام الراحل وخامنئي. وقال الرئيس الإيراني: «علينا في هذه الظروف أن نكون يقظين اكثر من أي وقت، فالوحدة كانت وصيّة الخميني لنا جميعاً، وعلينا أن نمضي في هذا المسار». ونبّه إلى أن «الأعداء يريدون إثارة تفرقة بين المذاهب والقوميات»، وتابع: «على رغم وجود اختلاف في الأذواق وتعدد الأحزاب في البلاد، إلا أن كلامنا واحد من أجل حفظ النظام والمصالح الوطنية». وذكّر بتسلّمه الحكم بـ»إرادة الشعب» في انتخابات الرئاسة قبل سنتين، وتابع: «هذه الأمّة قاومت 36 سنة، وستواصل المقاومة».
أما حسن الخميني، حفيد الإمام الراحل، فرأى أن الأخير «كان السبّاق في إرساء الوحدة بين المسلمين». وشدد على أن «أحداً لن يجرؤ على التفكير في اعتداء على إيران، وفيها خامنئي والشعب الإيراني المقدام الأبيّ الذي لن يستسلم للعدوان وسيردّ على المعتدي بكل قوة».