رأى رئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة ان هذه الفترة هي فترة دقيقة تتطلب الكثير من الحكمة والتبصر والعودة الى كل ما اتفقنا عليه في الحوار لا سيما في موضوع "اعلان بعبدا" والذي كان الفضل الكبير فيه لرئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان في عرضه وبالتالي أقر من قبل الجميع على رغم اننا نرى البعض اما يغفله او يغفل ذكره او لا يشير اليه بالشكل الصحيح وهو العمل على تحييد لبنان لا سيما ازاء هذه العواصف الشديدة التي تمر بها المنطقة العربية ويتأثر بها لبنان. ولفت خلال زيارته سليمان الى ان الخطورة التي نواجهها ان لبنان بدل من ان يمنع مجيء النيران المشتعلة اليه، يبادر البعض من هؤلاء اللبنانيين الى التدخل في الشؤون الخارجية، ان كان ذلك في سوريا او في غير سوريا وبالتالي استعين بالمثل الذي يقول: "ما تدق بالحمى بتجيك البردية". والذي يحصل ان هناك من يعتقد انه يمنع مجيئ النيران الى لبنان الا ان هذه العملية ادت الى ادخال لبنان في هذه المشكلة. ومنذ البداية كانت التبريرات واهية وغير صحيحة. وما جرى هو عملية توريط للبنان وللبنانيين في هذا الصراع وجعل لبنان في حالة غير منسجمة مع محيطه العربي وهذا ما يجب ان نحرص عليه بأن يكون لبنان في حالة انسجام مع المحيط العربي، لأنه المجال الحيوي امام اللبنانيين، وقد شهدنا ذلك من خلال الزيارات التي يقوم بها اللبنايون وعدد من المسؤولين الى المنطقة العربية ويشيرون على لبنان واللبنانيين بضرورة التبصر والحفاظ على مصالح اللبنانيين المنتشرين في كل العالم لا سيما في المنطقة العربية، ما يتطلب المزيد من الوعي والحكمة.
واوضح ان زيارته لسليمان كانت مناسبة للتداول في اكثر من مسألة تهم اللبنانيين ولبنان في هذه الآونة، لاسيما مسألة استمرار الشغور في الموقع الرئاسي، ما يشكل اشكالية كبيرة جدا بالنسبة للبنانيين وللفرص المتاحة امامهم وعدم وجود رئيس جمهورية منتخب، ما يعطل الكثير ويتحمل مسؤوليته الذين يستمرون في عدم النزول الى مجلس النواب.
واشار الى ان اليوم كانت الجلسة الرابعة والعشرون لمجلس النواب ولم يكن هناك النصاب اللازم من أجل الانتخاب. وانتخاب الرئيس مسألة تهم كل اللبنانيين وليس فريقا واحدا منهم. والرئيس هو الذي يحدد الدستور ويمثل رمز وحدة اللبنانيين وهو الذي ينبغي ان تكون لديه الامكانات والقدرة بانتخابه ان يجمع اللبنانيين نحو اماكن مشتركة بين بعضهم".