قتل عشرات الاشخاص في نهاية الاسبوع في سوريا في غارات جوية للنظام السوري، بينما عزز تنظيم "الدولة الاسلامية" وجوده في منطقة تدمر في وسط البلاد وفي شمالها.
وقتل امس 71 مدنيا في مدينة حلب وريفها، وعشرون آخرون في منطقة جبل الزاوية في محافظة ادلب (شمال غرب).
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الاحد عن تجدد الغارات على احياء واقعة تحت سيطرة المعارضة في شرق مدينة حلب، وعلى مدينة الباب الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في ريف حلب حيث قتل ثلاثة مواطنين.
وكانت طائرات مروحية تابعة للنظام ألقت براميل متفجرة على حي الشعار في حلب. ووصف المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون الغارات الجوية التي حصلت امس بـ"المجازر". واثار التصعيد ادانة دولية.
وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند "هالني الاعتداء العنيف الاخير الذي قام به نظام الاسد"، مجددا موقف بلاده لجهة رفض اي دور للرئيس السوري بشار الاسد في "مستقبل سوريا".
وقال المبعوث الدولي الى سوري ستيفان دا مستورا في بيان: "من غير المقبول بتاتا ان تهاجم القوات الجوية السورية اراضيها بشكل عشوائي، وتقتل مواطنيها"، مشددا على وجوب "وقف البراميل المتفجرة".
والبراميل المتفجرة عبارة عن براميل بلاستيكية محشوة بالمتفجرات والمواد المعدنية تلقى من طائرات مروحية ولا يمكن التحكم بدقة باهدافها كونها غير مزودة بصواعق تفجير، وتتسبب باصابات عشوائية.
ومنذ كانون الاول 2012، تتعرض حلب وريفها لغارات جوية بشكل منتظم من طائرات النظام الحربية والمروحية تسببت بمقتل الآلاف.
في المقابل، ترد المعارضة منذ اشهر على الغارات بقصف بقذائف الهاون والقذائف الصاروخية على الاحياء الغربية من مدينة حلب الواقعة تحت سيطرة النظام، ما تسبب بمقتل المئات من المدنيين.
اوردت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" خبر "ارتقاء ثمانية شهداء واصابة عدد اخر بجروح جراء اعتداء ارهابي بقذائف صاروخية أطلقها ارهابيون على حي الاعظمية في حلب" اليوم.
وكانت طائرات النظام الحربية استهدفت كذلك السبت منطقة الزاوية في محافظة ادلب حيث قتل عشرون مدنيا، بحسب المرصد.
كما افاد المرصد الاحد عن مقتل 65 شخصا آخرين بين مقاتلين من تنظيم الدولة الاسلامية ومدنيين في مدينة الشدادي في محافظة الحسكة (شمال شرق) التي تعتبر معقلا لتنظيم الدولة الاسلامية، وذلك في قصف من طيران حربي نفذته طائرات النظام السبت.
ويأتي هذا التصعيد من قوات النظام بعد سلسلة خسائر تعرضت لها على الارض في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية (مدينة تدمر) على جبهة ومقاتلي المعارضة ومعهم جبهة النصرة على جبهة اخرى (محافظة ادلب).
وواصل تنظيم الدولة الاسلامية تقدمه في منطقة تدمر حيث سيطر امس على بلدة البصيرة جنوب المدينة التاريخية والواقعة على مفترق طرق يؤدي الى دمشق جنوبا والى حمص غربا.
وفي تدمر، فجر التنظيم المتطرف أمس السجن الذي يشكل احد رموز قمع النظام السوري منذ ثمانينات القرن الماضي.
واوضح المرصد ان التنظيم "زرع عبوات ناسفة داخل السجن وفي محيطه" قام بتفجيرها "مما أدى الى دمار في أجزاء واسعة من السجن".
ونشر ناشطون سوريون معارضون صورا على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر تفجير السجن ومباني مدمرة.
كما تمكن التنظيم من احراز تقدم امس في محيط مدينة الحسكة (شمال شرق)، اذ استولى على حواجز عدة على بعد اربعة كيلومترات من مدخل المدينة التي يشن هجوما عليها منذ امس. وافاد المرصد عن استمرار المعارك بينه وبين قوات النظام.
على جبهة تنظيم الدولة الاسلامية وفصائل المعارضة المسلحة، تمكن التنظيم الاحد من السيطرة على بلدة صوران وقريتي البل والحصية في ريف حلب الشمالي بعد اشتباكات عنيفة مع الكتائب المقاتلة بدأت منذ يومين واستمرت حتى فجر اليوم، بحسب ما ذكر المرصد السوري.
وتبعد صوران عن مدينة اعزاز ومعبر باب السلامة الحدودي مع تركيا نحو عشرة كيلومترات.
وتخلل المعارك تفجير سيارة مفخخة وقصف متبادل.
وقتل ما لا يقل عن 31 مقاتلاً من الفصائل المعارضة في القصف والتفجير والمعارك منذ الجمعة، بالاضافة الى من 22 عنصراً من التنظيم الجهادي.
وبعيدا عن جبهات الحرب، قتل 27 شخصا بينهم عدد كبير من الاطفال واصيب اخرون بجروح الاحد في حريق وقع في احد مستوصفات مدينة القامشلي في شمال شرق سوريا، بحسب ما افادت وكالة سانا، بعد ان كانت حصيلة اولية اشارت الى مقتل 25.
واوضحت الوكالة نقلا عن مصدر في قيادة شرطة الحسكة ان "حريقا نشب فى أعشاب يابسة امتد الى خزان مازوت في مستوصف ميسلون بمدينة القامشلي، ما اسفر عن حدوث انفجار الخزان".