أن تشعل سيجارة ، هو حق شخصي ، ولكن لا يحق لك أبداً أن تلحق الضرر بالآخر ، في لبنان هناك قانون لمنع التدخين في الأماكن العامة ولا قانون ، تستقل سيارة أجرة أقله واحد يدخن لتتنفس أنت المرض ، تركب الباص ، تكاد تشعر بالإختناق من روائح السجائر العديدة ، تذهب للنادي ، للمقاهي ، للمطاعم ، ترى الدخان والنرجيلة "هما" الحاضر الأول .
وإن طلبت من أحدهم إطفاء التبغ السرطاني ، يقول لك : "حريتي ، صحتي ، حياتي "
ولكن ما ذنب صحتي أنا ؟ والتي ضمنها لي قانون في دولة فارغة !
وما ذنب حياتي التي يحرقها التبغ ، وما ذنب حريتي التي تضمن لي أن لا أشتم السجائر في الأماكن العامة ؟
اليوم ، هو اليوم العالمي للكف عن التدخين ، يوم لا نعلم بتاريخه ولا نأبه به حتى ، في وطن لا يخلو منزل به من مدخن ، بل على العكس وصلنا لمرحلة أن من لا يدخن يعتبر "مختلف ومتخلف" ، وهذه هي ثقافة التخلف بعينها .
حيث أن السيجارة والنرجيلة ، هما من دلالات الحضارة الكرتونية ، ومن لا يعترف بهما " أولد فاشن" و "مش عايش بالدني " ؟
وإن قلت لهم القصة هي صحتي ، سخروا منك وقالوا : "ما في شي بيقصر العمر " ، " ما حدا بيموت إلا بيومه" .
هذا اليوم الذي قد أقرته الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية عام 1987 والهدف منه مكافحة التبغ والتدخين والإضاءة على المخاطر الجمة والآثار السلبية للدخان على الصحة الخاصة وعلى صحة الآخرين وعلى البيئة وعلى مختلف جوانب الحياة .
كما وقد دعت هذه المنظمة لحظر إعلانات التدخين في 31 أيار 2008 ، حيث قالت أن هناك علاقة بين هذه الإعلانات وبين بداية التدخين ، أما على صعيد الشعارات التي أطلقتها المنظمة فهي عديدة منها :
شباب بلا تبغ ، تجاوز العلبة ....
هذا اليوم غير موجود في لبنان إلا تحت عنوان "حدث في هذا اليوم" ، غير أن اللافت على الصعيد اللبناني هي النشاطات التي تقام للتوعية من التدخين وآخرها الماراتون الذي أقيم في مرجعيون البارحة تحت عنوان "اليوم العالمي لمنع التدخين" .
ولكن وعلى الرغم من كل الحملات يبقى الوعي هو الحد الفاصل ، واللبناني الذي "بفش خلقه بسيجارة" ، ويشرب النرجيلة ليزيل أعباء الحياة ، لن يقتنع "أن التدخين مضر للصحة " .