سار نحو ألف شخص بعد ظهر السبت في شوارع بيروت مكررين صرخة ضد العنف الأسري الممارس ضد النساء. "للصبر حدود" هو اسم التظاهرة التي نظمتها منظمة "كفى عنف واستغلال" واتجهت من أدراج المتحف الوطني الى وزارة العدل، وتقدمتها أمهات وقريبات نساء فقدن حيواتهن على أيدي رجال لا يبدو ان القوانين بصيغتها الحالية ستكون كافية لردعهم عن ممارسة إجرام يراه كثيرون نابعاً من ذكورية ثقافية في مجتمع تحارب قلة فيه من أجل تغيير موروثات عنيدة.
آخر الجرائم التي هزت الرأي العام تمثلت في مقتل سارة الأمين ب ١٧ رصاصة أطلقها زوج خطط لاستدراج زوجته للموت، وهو لا يزال اليوم قيد التحقيق، الأمر الذي تستغربه "كفى" طالما ان التهمة دامغة وبشهادة الأولاد والجيران.
رغم اقرار قانون حماية النساء من العنف الأسري، لا يزال التعنيف يمارس بوتيرة مرتفعة ولا يتردد أزواج باطلاق الرصاص على زوجاتهن. ويدفع هذا الواقع المعنيين بحقوق النساء الى متابعة المسار باصرار أكبر، لا سيما وان حصاداً كاصدار القضاة المزيد من قرارات الحماية على الاراضي اللبنانية وازدياد اعداد النساء اللواتي يكسرن الصمت ويطلبن المساعدة للخلاص من أزواج معنفّين، لا يبدو مخيّباً تماماً.