فرنسوا ماري اوتيه أو المعروف أكثر باسم فولتير Voltaireوهو اسمه المستعار، ولد في 21 نوفمبر عام 1694 في باريس.. مارس الأعمال الأدبية لأكثر من 60 سنة، كاتباً العديد من القصائد المؤثرة، المقالات والكتب، كان يتميّز بذكائه الأدبي القريب من السخرية وأفكاره الإستفزازية المتعلقة بالدين، الحرية والأخلاق جعلت منه مشهوراً ومحتقراُ في بلاطات الحكم في أوروبا.
لكن هذه الأفكار ساعدت فيما بعد بترسيخ سمعته كواحد من الشخصيات التأسيسية لعصر التنوير، كما تركت أعماله وأفكاره أثراً هاماً في مفكّرين تنتمي أفكارهم للثورة الفرنسية والأميريكية.
أصول اسمه المستعار غير معروفة
لم تكن علاقة فولتير بأبيه جيدة، لأنه كان يحاول تثبيطه عن العمل الأدبي وإجباره على العمل المهني. ومن الوارد أنه ليظهر رفضه لقيم ومبادئ أبيه، تبرّأ من اسم عائلته وتبنّى اسم فولتيرعند انتهائه أولى مسرحياته عام 1718، لم يشرح فولتير أبداً معنى اسمه تاركاً المجال للمثقفين ليحاولوا أن يتنبؤوا بأصول هذا الأسم.
لحظات مؤثرة في القرن العشرين
تمَّ سجنه في الباستيل Bastilleلعام كامل
طريقة فولتير الإستفزازية في كتاباته والمثيرة للسخرية أوقعت به بمشكلة مع السلطات الفرنسية في آذار 1716، حيث تم نفيه من باريس لكتابته قصائد تسخر من عائلة الوصي على العرش الفرنسي ، لم يكن هناك قدرة لدى هذا الكاتب الشاب أن يكبح جماح لسانه..
وبعد سنة تم القاء القبض عليه وسجنه في الباستيل لكتابته قصيدة فاضحة بأنّ الوصي كان على علاقة محرّمة مع ابنته، تفاخر فولتير بأن زنزانته أعطته الوقت ليفكر بهدوء وقضى 11 شهراً خلف القضبان قبل أن يتم اطلاق صراحه.
وتم سجنه مرة أخرى لفترة قصيرة في الباستيل في نيسان عام 1726 عندما تم اعتقاله لخلافاته مع أحد الأرستقراطيين وليتهرب من فترة السجن هذه، نفى نفسه طواعية إلى انكلترا حيث بقي هناك لثلاث سنوات
أصبح ثرياً من خلال استغلاله لخلل في اليانصيب الفرنسي
في عام 1729 شكّل فولتير فريقاً مع عالم الرياضيات Charles Marie De la Condamineوأشخاص آخرين ليستغلوا ثغرة مربحة في اليانصيب الوطني الفرنسي. حيث أعلنت الحكومة عن جوائز ضخمة للمسابقة كل شهر، ولكن كان هناك خطأ في الحساب حيث كانت المدفوعات أكبر من قيمة كل البطاقات.
فولتير وعالم الرياضيات مع بعض المقامرين الآخرين استغلوا هذه الثغرة وحققوا مكاسب هائلة. وبواسطة هذه الخطة حصل فولتير على ما يقارب نصف مليون فرنك فرنسي مما سمح له أن يتفرّع باقي حياته لمواصلة مسيرته الأدبية
لقد كان كاتباً استثنائي غزير الإنتاج
حيث كتب أكثر من 50 مسرحية، عشرات الأطروحات عن العلوم، السياسة، الفلسفة، والعديد من الكتب التاريخية والتي تحوي معلومات عن كل شيء بدءاً بالإمبراطورية الروسية إلى البرلمان الفرنسي، كتب أكثر من 20 ألف من الخطابات إلى أصدقائه ومعاصرينه في ذلك الوقت، وكان يمضي حوالي 18 ساعة يومياً في الكتابة، وكان يشرب كميات كبيرة جداً من الكافيين قد تصل إلى 40 كوب في اليوم
تم حظر العديد من أعماله المشهورة المتعلقة بالدين ونظام العدالة، تم حظر كميات كبيرة من أعماله، حتى أن الحكومة الفرنسية كانت تطلب كتب معينة لتحرقها، إلا أن الكثير من أعمال فولتير تمت كتابتها في الخارج للتهرب من هذه الرقابة وحتى أنه نشر مؤلفاته تحت أسماء مستعارة..
فروايته الشهيرة Candideكان يشير فيها بالأصل إلى Dr.Ralphوحاول أن يبعد نفسه عنها لعدة سنوات بعد أن أدانه كلا من الكنيسة والحكومة. حاول كثيراً عدم الكشف عن هويته، إلا أنه عاش في خوف دائم من الإعتقال. أجبر على الفرار إلى الريف الفرنسي بعد كتابته “Letters Concerning the English Nation” حيث تم نشرها عام 1734 وذهب لقضاء ماتبقى من حياته في المنفى في سويسرا.
أفريقيـا قبل الإستعمـار الأوروبي .. مدن عظيمـة وحضـارات راقيـة !
ساعد في نشر الرواية المشهورة عن اسحاق نيوتن وتفاحته الشهيرة
على الرغم من أنَّ الإثنين لم يتقابلا بشكل شخصي، كان فولتير متحمس ومعاون لعالم الفيزياء والرياضيات الإنكليزي اسحاق نيوتن، لعب فولتير دوراً هاماً في تشهير أفكار نيوتن
عمل فترة قصيرة كجاسوس للحكومة الفرنسية ليصلح علاقته معها، إلا أنّه كان جاسوساً رديئاً ولم يفلح في ذلك
لم يتزوج ولم ينجب أطفالاً
لم يتزوج و لم ينجب اطفالا قط. فعليا، مات فولتير عازبا لكن حياته كان تعج بالحبيبات و الخليلات على المدى الطويل. و انخرط في علاقة شهيرة مع المؤلفة و العالمة اللامعة المتزوجة ايميلي دو شاتيليه و لاحقا، التزم سرا بشراكة عاطفية مع ابنة اخيه ماري لويي ميغنو و عاش الاثنين سوية كثنائي متزوج منذ اوائل الخميسنيات لحين وفاته..
حتى انهما تبنيا طفلة يافعة اسمها ماري فرانسوا كورنييل. و لاحقا قام فولتير بدفع مهر زواجها و غالبا ما اشار إلى ميغنو و نفسه على انهما “اهلها”
أقام مشروع تجاري ناجح لصناعة الساعات في أواخر عمره في مدينة Ferney في سويسرا مع مجموعة من السويسريين حيث كان الممول والمدير (حيث كان عمره سبعين سنة) وأصبحت الساعات التي أنتجها مشروعه منافسة لأفضل شركات صناعة الساعات في أوروبا في ذلك الوقت
استمّر في إثارة الجدل حتى وهو في فراش موته
توفي فولتير في باريس عام ١٧٧٨، بعد بضعة اشهر من عودته الى المدينة لأول مرة منذ 28 عاما للاشراف على اخراج واحدة من مسرحياته.
وفي آخر أيام حياته، زار مسؤولون من الكنيسة الكاثوليكية فولتير – الذي كان في معظم الاوقات ناقدا للدين المنظم – على امل اقناعه بالتراجع عن اراءه و جعله يعترف بخطاياه على فراش الموت. لكن فولتير لم يتأثر بهذا و صرف القديسين عنه بقوله “دعوني أمت بسلام” و رفضه هذا كان معناه رفضه للدفن على الطريقة المسيحية
لكن اصدقائه و عائلته تمكنو من ترتيب اعتقال بالاقامة الجبرية له بالسر في منطقة الشمبانيا في فرنسا قبل ان يصبح الامر رسميا.
اقتباسات من فولتير
- إنني لا أوافقك الرأي فيما تقوله، ولكنني سأدافع حتى الموت عن حقك بقول ماتريد
- إيّاك وأن تظن أن النقود تصنع كل شيء، وإلا فسينتهي بك الأمر بأن تفعل كل شيء لكسب النقود
- اللهم احفظني من أصدقائي، أمّا أعدائي فأنا كفيل بهم
- أسعد حياة ممكن أن تعيشها، هي أن تعيش مشغولاً في عزلتك
- أعظم استخدام للكلمات هي أن تستخدمها لتخفي بها أفكارك
- التاريخ لايعيد نفسه أبداً، الرجال من يقومون بذلك (برأيي الرجال والتاريخ)
- عندما يتعلّق الأمر بالنقود، فإنّ الجميع يكونون في خندق واحد
- على كل لاعب في هذه الحياة أن يتقبّل قسمته من الورق ، لأنها بمجرد أن تصبح هذه الورق بين يديك، عليك أن تقرر كيف تلعب بشكل صحيح لتربح اللعبة
- لقد اخترت أن أكون سعيداً في حياتي، فقط لأنّ ذلك جيد من أجل صحتي وليس من أجل أي شيء آخر
- التاريخ باختصار هو عبارة عن دراسة لجرائم البشر بشكل منظّم
- كلما قلَّ كلام الرجل، كل ماكان يمتلك معلومات أكثر
- لقد وهبنا الله نعمة الحياة، أما كيف نعيشها بشكل جيد فذلك أمر يعود إلينا
- إذا كنت تريد قوانين جيدة، فاحرق تلك القوانين التي تعرفها، واصنع قوانين جديدة
- إنّ السر في أن تكون شخصاً مملاً هو بقولك كل شيء تعرفه
- دعونا نقرأ، ونرقص، فإنّ هذين الشيئين لن يسببوا أية ضرر لأي أحد في هذا العالم
- كلما قرأت أكثر، كلما امتلكت معرفة أكثر، وتأكدت بأنني مازلت لا أعلم شيء
- احكم على الرجل من خلال أسئلته وليس أجوبته
- لا أعلم إلى أين أنا ذاهب، ولكن ما أعلمه بأنني في طريقي إلى شيءٍ ما
- كل رجل هو مذنب بحق الأفعال الجيدة التي لم يقم بها أبداً عندما كان بإمكانه ذلك