من المعضلات التي تواجه الآباء وتؤرقهم هي الطريقة المثلى لتشجيع الأطفال على الانخراط في المجتمع وتكوين صداقات وأن يكونوا منفتحين اجتماعيا ويتعلمون الجرأة في التعامل مع أشخاص آخرين، في حين يلازم الآباء خوف دائم من وقوع أطفالهم في شراك أشخاص أناس غرباء قد يتسببون لهم في أضرار مادية أو معنوية.
الأكيد أنه ليست هناك قاعدة ذهبية في هذا الصدد، ولكن قد تكون هناك بعض الطرق والسبل التي قد تقلل من خوف الآباء علىأطفال هم.
حين يبدأ الأبوان في توعية الطفل عن الأضرار التي قد تنجم عن التحدث إلى أشخاص غرباء، لابد وأن يضع الأهل في الحسبان أن قدرة الطفل على التحدث عن «الغرباء الكبار» هي مهارة مهمة ولابد من عدم إفزاعه من ذلك، رغم قلق الأهل من عمليات الاختطاف أو إمكانية التعرض لإيذاء جسدي أو معنوي على.
تتحدث العديد من المواقع المعنية بالتربية، من ضمنها موقع «بيبي سنتر» الألماني عن أن الأطفال حتى سن الثالثة لا يفهمون معنى كلمة «غريب»، وفي سن الرابعة يبدأ في استيعاب معنى كلمة «غريب».
ويمكن هنا ذكر أمثلة بسيطة للطفل لأشخاص غرباء مثل الأشخاص في المتجر أو في الشارع، هذه الأمثلة تساعد على استيعاب الطفل وتقيمه لهذه الكلمة. ولابد في نفس الوقت توضيح أن الغريب لا يعني دائما بالضرورة شيئا خطيرا، ويمكن للأبوين ذكر أمثلة لكيفية تصرف الطفل في حالات يتخيلها الآباء ويخافون منها مثل: «إذا فقدتك في السوبر ماركت اذهب بسرعة إلى المكان الذي ندفع فيه ثمن البضائع وقل أنك لا تجد والديك».
أما في حالات أخرى حين يكون يلعب مثلا وجاء شخص وتحدث إليه يمكن للوالدين أن يعلما الطفل أن يتوجه على الفور إلى الشخص المسؤول في روضة الأطفال أو إلى الوالدين إذا كانا متواجدين بنفسهما للتأكد إذا ما كان هذا «الغريب» يمثل ضررا عليه أم لا، مع ضرورة تفادي إثارة الذعر في قلب الطفل عبر ربط «الغريب» بأنه شخص قد يحرمه من رؤية والديه.
هناك بعض الحيل التي يلجأ إليها بعض الغرباء لاستدراج الطفل، وهنا يجب على الأهل أن يعلما الطفل كيفية التصرف في مثل هذه المواقف، مثلا ماذا يفعل الطفل إذا أعطاه غريب قطعة حلوى؟- هنا يمكن للأهل تدريب الطفل على أن يرفض ذلك بطريقة مهذبة، وبالنسبة لخطورة تعرض الطفل لإيذاء جسدي عبر لمس الغرباء له مثلا هنا يجب أن يتدرب الطفل على الصراخ بصوت عالٍ للفت الانتباه إلى أن هذا «الغريب» ليس من المقربين منه.
يمكن أن يكون الوالدان مع الأطفال في حديقة الأطفال مثلا ويراقبان الطفل خلال لعبه وفي ذات الوقت يتحدثان مع أصدقائهما وهنا يمكن أن يستغل شخص هذه الفرصة لاختطاف الطفل مثلا عبر حيل مثل «حيلة الكلب»، الغريب يمكن أن يكون معه كلب والأطفال يعشقون الحيوانات فيتحدث إليهم مستغلا فرصة انشغال الأهل طارحا فكرة أن يتعرف الطفل على كلب آخر في مكان آخر، وهنا تمكن الخطورة.
لذلك ينصح بشكل عام أن يتفق الأبوان على كلمة سر مع الأطفال في حالة قدوم شخص لأخذهم، وبذلك يمكن أن يطرح الطفل تلقائيا سؤلا حول كلمة السر في حال قدوم شخص «غريب» لاصطحابه.
(المصري اليوم)