يشكل ما يعرف بـ "جيل الألفية" أغلبية في سوق العمل في الولايات المتحدة، وفي غضون عقد من الآن، سيشكل هؤلاء 75 في المئة من القوى العاملة في العالم.
لكن أبناء هذا الجيل- والذي يعرف اختصارا باسم (جيل واي)، ويضم الأشخاص الذين ولدوا بين عامي 1982 و 1992، (ربما تزيد السنوات أو تنقص قليلا وفقا لكل دولة)- لم يحتلوا بعد مواقع المسؤولية.
وعلى مدى السنوات القادمة سيكون لكثير منهم رؤساء في العمل ينتمون إلى الأجيال التي سبقت جيلهم، من الذين مازالوا يتذكرون الهواتف السلكية، والأجندات الورقية، ورسائل الشكر المكتوبة بخط اليد.
ويعد كسب إعجاب هؤلاء المسؤولين من الأمور الجوهرية، وكذلك الاستفادة من ملاحظاتهم وتقييمهم وتوجيهاتهم.
وإليك ما يقترحه خمسة من ذوي الخبرة في أماكن العمل حول ما يمكن أن يجسر الهوة بين الموظفين ورؤسائهم الأكبر سناً.
دان شاوبل، مؤسس موقع "ورك بليس ترندز"امنح عملك كل ما لديك. يقول شاوبل المقيم في نيويورك في رسالة بالبريد الإلكتروني: "إن كنت ترغب في تلقي دعم في مجال عملك وتقييم لعملك الذي تقوم به من الأجيال التي سبقتك، فما عليك إلا أن تكون أفضل موظف في المؤسسة".
ويضيف: "يجب ألا تتجاوز الوقت المحدد لتنفيذ المهام، واحرص على أن يظهر مديرك بوضع جيد، وقم بالعمل الذي يعزف زملاؤك عن القيام به، وسيلاحظ مديرك ذلك، وسيعمل على مساعدتك على الوصول لأهدافك التي تصبو إليها من خلال وظيفتك".
شارك الآخرين في العمل بما لديك من مميزات وقدرات، واحرص على التعلم من الآخرين.
ويضيف شاوبل: "الطريقة الأمثل للتواصل مع من هم أكبر منك سناً، هي اقامة علاقة تدريبية تقوم بموجبها بمساعدتهم على فهم التكنولوجيا الحديثة ووسائلها، في حين أن بإمكانهم تعليمك التقاليد والأعراف السائدة في مكان العمل، وطبيعة العلاقات بين المسؤولين".
كاثرين لافيل، مديرة المواهب والتنظيم في مؤسسة "أكسنتشر استراتيجي" (Accenture Strategy)احرص على إظهار إمكاناتك الحقيقية. تقول لافيل إن حوالي ثلاثة أرباع خريجي عام 2015 ينوون الاستمرار في البقاء مع أول عمل يحصلون عليه لثلاث سنوات أو أكثر، طبقاً لدراسة أجرتها مؤسسة "أكسنتشر استراتيجي" شملت 2000 خريج جديد وطلاب على وشك التخرج.
وفي رسالة بالبريد الإلكتروني وجهت لافيل المزيد من هذه النصائح: "تحدث مع الجهة التي تعمل لديها عن أهدافك بعيدة المدى، واسأل عن خيارات التقدم والارتقاء في المؤسسة. أخبر أرباب العمل لديك برغبتك في أن تستثمر فيهم، وبرغبتك في أن يستثمروا فيك في المقابل".
ابحث عن وسائل للاستثمار في نفسك. فكثير من أرباب العمل في المؤسسات الكبيرة يقدمون فرصاً للتدريب والتطور، تتراوح بين عقد دورات وبرامج تدريبية إلى مرافقة موظفين أكبر سنا.
"انتهز هذه الفرص إلى أقصى حد ممكن،" كما تقول لافيل التي تعيش في العاصمة الأمريكية واشنطن.
وتضيف: "ستظهر لمديريك أنك حريص على أن تكتسب مهارات من شأنها مساعدة المؤسسة، وتفتح أمامك الباب واسعاً أيضاً على فرص العمل في المستقبل".
وكبقية زملائك، لاشك أنك ترغب في القيام بعمل مفيد وممتع. لذا، كن مسموع الصوت. تقول لافيل: "إن شعرت بأنك قادر على القيام بمزيد من العمل، فلتتحدث مع مسؤولك في العمل بطريقة محترمة وبناءة عن عملك الذي تسعى للقيام به، وكيف تكتسب المهارات التي تحتاجها للوصول إلى هذا الهدف."
تيم ألمور، مؤسس ورئيس مؤسسة "غروينغ ليدرز"حاول أن تدعو مديرك في العمل لتناول الغداء أو لشرب القهوة، يقول ألمور الذي يتذكر قيامه بذلك عندما كان في العشرينيات من عمره.
ويتابع: "التقينا وناقشنا مواضيع شتى. لقد كنت أستمع وكثيراً ما طلبت أن أضيف فكرة جديدة لما يقوم به من عمل أو يطرحه المسؤول من أفكار. ومع مرور الوقت، أصبح التقدم باقتراحات حقاً مكتسباً لي، لأنني أظهرت أنني أستطيع العمل كعضو في فريق، وأنني على ولاء كامل لرسالة المؤسسة تحت قيادة مديرها."
في وقت مبكر من حياتك العملية، قد تصادف في عملك من يلقي عليك تعليمات عفا عليها الزمن، أو لا تنتمي إلى الأساليب الحديثة في العمل. لا تعترض على ذلك.
يقول ألمور: "بدلا من الاعتراض، وبالتالي إشاعة جو سلبي من الشكوى، ابدأ بإشاعة جو من الحماس للعمل." يمكن أن يكون ذلك مطبوعا على ورق، أو مجرد كتابة على الكمبيوتر.
فبدلاً من الجمود، يمكنك البدء في نشر الأفكار، ولتبدأ بقولك: لو كنت مسؤولاً لفعلت كذا.. فهذا يسمح لك بالاستمرار في أن تكون مبدعاً عن طريق طرح أفكارك، مع البقاء متعاوناً مع مسؤولك الحالي الذي من الممكن أن يكون منتمياً إلى مدرسة قديمة، وليس مبدعاً."
خذ تجربة المدير التنفيذي السابق لشركة "جنرال إلكتريك"، جاك ويلش، واطلب أن تطلق علاقة "تدريب عكسي": أي قيام مدير أكبر منك سناً بمشاركة أساليب إدارة الشركة مع شباب الموظفين، بينما يقوم فريق من الموظفين الشبان بمناقشة معرفتة وخبرته بوسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الجديدة.
يقول ألمور: "في هذا العصر، يمكن لموظف عمره 22 عاماً أن يتحدث عن استعماله لتطبيقات مثل انستغرام، أو سناب تشات، لأغراض التسويق، بينما يقوم الموظف من جيل سابق بمشاركة الآخرين معرفته بالطرق التي تدار بها المكاتب، وكيفية اتخاذ القرار، وبهذا يستفيد الطرفان".
جين ماتسون، نائبة رئيس مؤسسة "كي-ستون أسوشيتس"لكل إنسان طريقتة الخاصة. ستتمكن من القيام بعملك على أفضل وجه إن عرفت كيف تتعامل مع إدارة المؤسسة.
عليك بتطوير علاقة جيدة مع مسؤولك في العمل لتتمكن من الاستجابة لما تريده الإدارة على خير وجه.
تقول جين ماتسون في رسالة بالبريد الإلكتروني: "عليك أن تصبح مهتماً بما يقوم به رئيسك في العمل من الناحية المهنية.
حاول أن تنسج طريقتك في العمل على منوال طريقته،"، ودائماً اعرض المساعدة على الآخرين؛ أي اسأل إذا كان بالإمكان أن تضطلع بمزيد من المسؤوليات، أو إذا علمت أن مديرك يعمل على مشروع معين، فاعرض أن تقوم بمساعدته في إنجاز هذا المشروع بالعمل على جزء منه، أو برسم خطة زمنية وتنفيذية بالمشاريع.
قبل كل ذلك، اتقن عملك، كما تقول واتسون التي تقيم في بوسطن. وتضيف واتسون: "كلما كنت جيداً في عملك، كلما كان من المرجح أن يكلفك مديرك بمزيد من المسؤوليات، ويرشحك لمسؤوليات أرقى، ويثق بك لدرجة أنه لا يتابع معك التفاصيل الصغيرة."
بروس تولغان، مؤسس شركة "رين-ميكر ثينكنغ"، ومؤلف كتاب "لا بأس من أن تدير مديرك"أسلوب متفرد. يقول تولغان في رسالة بالبريد الإلكتروني: "المدراء في عملك يأتون من خلفيات مختلفة، وبشخصيات مختلفة، وبأساليب مختلفة، وبطرق تواصل مختلفة، وعادات مختلفة في أداء العمل، مع الاختلاف أيضا في الدوافع، ومستويات القدرة، والمهارة، والانجاز".
تختلف درجة تفاعل الناس مع الأعمال المطلوبة منهم من شخص إلى آخر. يقول تولغان: "أحد المديرين يحرص على أن يشرح لك أدق التفاصيل، بينما يتوقع منك مدير آخر أن تكتشف كل شيء من تلقاء نفسك".
ومن أجل بناء علاقة عمل مثلى بينكما، خصص طريقة للتعامل مع كل منهما بناء على طبيعته. إن أفضل طريقة لمعرفة ما الذي يجدي وما الذي لا يجدي هي الحديث مباشرة مع الإدارة.
يقول تولغان من مكتبه في كونيتيكت: "عندما تلتقي بكل مدير من مديريك على انفراد، ستظهر الفوارق بينهما أمامك مباشرة. ومع مرور الوقت ستتمكن من التأقلم على طريقة التعامل المناسبة مع كل مدير منهم على اختلاف طبائعهم."