"شيعة السفارة "،لقب تم إسناده إلى كل شخص معارض لسياسة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله،هذا الكلام النابع من سيادته جعل كل شخص لا يؤيده يطلق هذا الهاشتاغ تحت مسمى "كلنا شيعة السفارة"، حتى من غير الشيعة.
فبين مفهومهم لشيعة السفارة ومفهومنا لها، يختلف المعنى، وانطلاقا من هنا، تم إصدار أسماء لعدة أشخاص ومواقع مطالبين بمقاطعتهم،وإن تمعنا في الأسماء جيدا كموقع لبنان الجديد (newlebanon.info (والصحافي عماد قميحة والشيخ عباس الجوهري ,والسيد ياسر ابراهيم وغيرهم من المذكور أسماءهم، نجد أنهم لا تربطهم أي علاقة بأي شكل من الأشكال لا بالسفارة الأميركية ولا حتى بالسفارة الإيرانية، فهم ينتمون إلى سفارة واحدة ألا وهي اللبنانية بامتياز، ولكن إن كانت هذه الصفة تطلق على كل فرد يتكلم انطلاقا من غيرته على لبنان وعلى مصير لبنان الذي تقوده بعض القيادات إلى المجهول، فنقول:" نعم نحن شيعة السفارة اللبنانية. وأصدروا ما تريدون من مصطلحات".
لكن بمفهومهم لشيعة السفارة،يبدو أن كل شخص مناهض ومعارض أو رافض لسياساتهم أو حتى مخالف لتدخلهم في سوريا ..، يكون عميلا، وهذا إن قارناه مع سياسة "داعش" التي يحاربونها فهي لا تختلف عنها كثيرا، إذ أن "داعش" يكفر ويرهب كل شخص لا يبايعه، ومتى حاول "حزب الله" أن يفرق بينه وبين "داعش" فنقول: لا فرق بينكما فالأسلوب ذاته ولو اختلفت المسميات. هذا المصطلح الجديد (شيعة السفارة)، الذي أطلقه نصرالله وجماعته، ارتد عليهم سلبا، إذ أن سياسة التخوين والنعت بالأغبياء والعملاء وأصحاب الدولارات، قوبلت برفض من الجميع على مختلف الطوائف.
وإصدار الأحكام على كل شخص معارض لسياسته ليست جديدة في آليات تفكير "حزب الله"، فمنذ أن ترأس نصرالله الأمانة العامة منذ 25 عاما وهو يطلق صفة العميل لكل شخص رافض لسياسة الولي الفقيه ولكل شخص يكتب كلمة الحق دفاعا عن المواطنية وعن الهوية اللبنانية.
هذه المحاولة لكمّ الأفواه والأقلام التي تكتب عن الحقيقة قوبلت بصفة العمالة وربطوها بأميركا واسرائيل كأنهم في حساباتهم لا يعلمون أنهم شيعة السفارة الإيرانية ومواقعهم مواقع الدفاع عن المشروع الإيراني فكم من شيعي مستقل برأيه أصبح الآن مندرجا تحت مصطلح "شيعة السفارة"، وكم من معتدل لديه أفكاره الحرة ورافض لتكتيكهم التمددي للسيطرة على كامل عقول الطائفة الشيعية أصبح مخونا من قبل "حزب الله".، ولا ندري هنا إذ أن الأخوة في حركة أمل أصبحوا مندرجين تحت هذا المصطلح أيضا.
وهنا نستطيع أن نطرح سؤالا: ما مدى الخطر الذي استشعره حزب الله من كلمات الحرية حتى طالب بمقاطعتهم؟