القائد السابق للحرس الثوري الإيراني العائد إليه مؤخراً محسن رضائي، هددّ المملكة السعودية بضربة تعيد بها إلى ما قبل عصر الصناعة، بحال ينفد صبر الشعب الإيراني تجاهها، في أعنف إنذار موجه إلى السعودية من قبل إيران منذ أكثر من ثلاثة عقود.
وهذا بالرغم من أن رضائي يصرّح بأنّ مصلحة جميع البلدان في المنطقة ، تقتضي الإستقرار والسلم ولكن المصالح القومية الإيرانية لن تقف عند إطار إيران الجغرافي، وفق قوله.
وحذر رضائي الذي يشغل حالياً منصب أمين عام مجمع تشخيص مصلحة النظام، السعودية من مغبة أية مغامرة جديدة في المنطقة يرجح أنّها سوف تتمثل في التدخل العسكري في العراق واليمن، كما في إشعال الفتنة في إيران وزعزعة أمنها من جانبي شرق البلاد وغربها حيث يقطنها البلوش والكرد وكلاهما من الأغلبية السنية.
وبالرغم من أنّ منصب رضائي في الحرس الثوري، بعد عودته إليه، قبل شهور، لم يستقر لحد الآن، حيث يقال بأنّه عاد الى الحرس من أجل وضع خبرته بمتناول الحرس الثوري، ولكنّه أطلق ما يشبه بنفير عام، لأعضاء الحرس وقوات التعبئة الشعبية وجميع المقاتلين في جبهة الإسلام، بصفته كمقاتل وبعد ليس بصفة القائد.
وأكدّ أنّه ليس لأيّ قوة أن تزعزع الأمن عند حياض جمهورية الإسلامية الإيرانية ، وقال أنّ جهوزية المقاتلين وأبناء الشعب تحظى بأهمية، وكلما كانت جهوزيتنا أكثر كان الانتصار حليفنا اكثر وأنّ الشعوب التي تؤخذ على حين غرة تدفع الثمن باهظاً .
وإعتبر رضائي أنّ أوضاع المنطقة تمر من مرحلة حساسة جداً، ورأى أنّ هناك أضغاث أحلام لتجزيء البلدان الإسلامية.
إنّ تصريحات أدلى بها الجنرال محسن رضائي، تُظهر مدى جهوزية إيران لأيّ جديد في المنطقة، وما يثير الإستغراب، هو تكرار رضائي، مقولة وزير خارجية الولايات المتحدة السابق، كاولين باول، الذي عبّر عنها خلال حديثه لفاكس نيوز قبل أيام، وقال باول : أنصح الاصدقاء السعوديين بأن يتجنبوا الصدام مع إيران إذ أنّ خطتهم باتت مكشوفة لدى طهران كما أنّ إيران تستطيع أن تعيد السعودية إلى ما قبل العصر الصناعي في غضون ساعات.
وأضاف باول "في تلك الحالة لا نستطيع أن نمنع من دمار المنشآت السعودية على يد إيران ولا يستطيع السعوديون أن يعثروا على خط هاتف للأتصال بنا".
يبدو أن تصريحات باول تلقى قبولاً عند البعض في إيران، من أمثال الجنرال رضائي، الذي لم يتوقع من السعودية إلا التصعيد ليس في اليمن فحسب بل في العراق وسوريا والبحرين وأطراف إيران، ولهذا بدأ بإطلاق نفير عام، لمواجهة أيّ مكروه محتمل .