تصدّى مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس، لهجمات تطاول الحكومة والوفد المفاوض مع الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني، داعياً المنتقدين إلى نبذ «سوء الظن والبناء على المساومة والخيانة».
ولم تستبعد طهران تمديد المفاوضات إلى ما بعد الموعد المحدد في 30 حزيران (يونيو) المقبل، فيما برز موقف لافت لباريس، إذ أبلغ وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس البرلمان، أن بلاده «لن تقبل اتفاقاً» مع طهران إذا لم يتضمن إشارة واضحة إلى «إمكان إجراء عمليات تفتيش في كل المنشآت الإيرانية، بما في ذلك المواقع العسكرية»، علماً أن خامنئي يرفض ذلك. وأعرب فابيوس عن رغبته في أن تتبنّى الدول الخمس الأخرى المشاركة في المفاوضات مع طهران، موقف بلاده. وزاد: «نعم لاتفاق، لكن لا لاتفاق يمكّن إيران من امتلاك قنبلة ذرية، هذا الموقف المستقل والسلمي لفرنسا».
إلى ذلك، قال خامنئي خلال لقائه النواب الـ290 في مجلس الشورى (البرلمان): «مواقفنا في الملف النووي هي التي أعلناها للشعب وقيلت للمسؤولين شفهياً وكتابةً». وأضاف أن «المسؤولين والمفاوضين منهمكون بالعمل وبذل جهد دؤوب»، معرباً عن أمله في أن «يتمكنوا من تأمين مصلحة البلاد والنظام».
وشدد على ضرورة «التعامل مع الحكومة»، معتبراً أن «حسن الظن» هو «إحدى ضروراته»، وتابع: «التعامل لن يتم بسوء الظن والبناء على المساومة والخيانة واستغلال الطرف الآخر، علماً أن حسن الظن لا يعني أيضاً سرعة التصديق والانخداع».
ونبّه النواب إلى وجوب «ألا يؤثر عامل الانتخابات» النيابية المرتقبة العام المقبل، في «كلامهم وتصرّفاتهم». وأضاف: «في إطار القضايا مع أميركا والغرب والصهيونية، نتوقع غير الملف النووي مسائل أخرى، مثل حقوق الإنسان، ولكن لو ركّزنا على الطاقات الداخلية وسوّينا المشكلات الداخلية، يصبح التصدي لهذه القضايا سهلاً».
تصريحات خامنئي جاءت بعد تصعيد الأصوليين معارضتهم المفاوضات النووية، اذ اتهم نائب وزير الخارجية محمد جواد ظريف بـ «الخيانة».
وأعلن النائب حسين نقوي حسيني، الناطق باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، أن اللجنة «صادقت على الخطوط العريضة لمشروع قرار يُلزم الحكومة صون الإنجازات النووية في إيران».
في فيينا حيث بدأت طهران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) جولة جديدة من المفاوضات، اعلن عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، أن بلاده حريصة على التوصل إلى اتفاق نهائي «جيد، سواء قبل 30 حزيران أو بعده». وأضاف: «المهلة قد تُمدد والمحادثات قد تستمر إلى ما بعد 30 حزيران. لسنا ملزمين بوقت محدد، نريد اتفاقاً جيداً يلبّي مطالبنا. كلما اقتربنا من المراحل النهائية للمفاوضات كانت مواضيعها أكثر جدية وتعقيداً وتفصيلاً».
وأفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن موسكو وواشنطن اقتربتا من اتفاق على صيغة تتيح تقليص خلافات في شأن مطالبة الولايات المتحدة بسرعة إعادة فرض عقوبات على إيران في مجلس الأمن إذا انتهكت طهران التزاماتها في اتفاق نووي محتمل.
إلى ذلك، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إيران بأنها «أول دولة إرهابية في عصرنا»، معتبراً أنها ستكون «أخطر بألف مرة وأشد فتكاً» من تنظيم «داعش» بعد «امتلاكها سلاحاً نووياً».