اعتبرت اوساط وزارية مسيحية بارزة عبر «الراي» أن «نصرالله أخطأ جداً في الاعتماد على سلاح تخويف المسيحيين في اطار سعيه الى تبرير مضيّه نحو معركة شديدة الخطورة في جرود عرسال وسعيه الى توريط الحكومة والجيش في إعطائه الشرعية للمعركة او لمشاركته فيها، تحت طائلة تخوين كل مَن لا يحارب التكفيريين او تخويف الجميع وإظهار الحزب حامياً لهم».
واشارت الى ان «هذه المقاربة لموضوع جرود عرسال التي شكّلت رسالة واضحة للجميع بأن الحزب سيفتح معركة هناك بموافقة الحكومة او من دونها، أدخلت البلاد في مرحلة مختلفة عن السابق، وبات على جميع القوى السياسية المناهضة لسياسات الاستدراج التي يتبعها (حزب الله) ان تسارع الى تدارُك الخطر الأكبر الذي يمكن ان يتفجّر جرّاء تَمدُّد المعارك الميدانية الى جرود عرسال وبلدة عرسال نفسها (ذات الغالبية السنية في محيط شيعي)».
وكشفت مصادر وزارية لـ «الراي» ان «اتصالات ومشاورات كثيفة بدأت على مختلف المستويات الحكومية والسياسية، وايضاً العسكرية والأمنية، في محاولة لاستكشاف السبل الممكنة لاحتواء خطر اندلاع معركة كبيرة في جرود عرسال، التي باتت الهدف المركزي الواضح للحزب في المرحلة التي تلي استكمال سيطرته مع النظام السوري على المناطق الاستراتيجية في القلمون، وهو امر لم يخفه السيد نصرالله، واضعاً الجميع امام عين العاصفة الآتية».
واضافت ان «الاتصالات الاساسية تتركّز على مسألة تجنّب انفجار حكومي من الداخل في حال استمر ضغط الحزب وحلفائه لطرْح الامر على مجلس الوزراء»، علماً ان المصادر تلفت الى ان «وزراء التكتّل العوني لن يبقَوا وحدهم الى جانب وزراء الحزب في ممارسة هذا الضغط، بل سينضم اليهم آخرون من قوى (8 آذار)» وهو الامر الذي عبّر عنه رئيس (تيار المردة) سليمان فرنجية، بإعلانه أول من أمس، الدعم الكامل لـ «حزب الله» في معركة القلمون وجرود عرسال، ما يعني وفْق المصادر ان «أمر عمليات سورياً أُبلغ الى سائر حلفاء النظام السوري بالمضي في تغطية سياسية وحكومية لهذه المعركة».
وتوقّعت المصادر ان «تحفل الايام القليلة المقبلة بالمساعي الآيلة الى محاولة احتواء الخطر المتصاعد».