بعد جرود القلمون, العين على جرود عرسال. والخشية أن تكون المعركة حتمية اذا لم ينسحب مسلحو "جبهة النصرة" و"داعش" الى المناطق السورية عبر الممرات التي لا تزال تشكل متنفسا لهم.
الجيش اللبناني متحصن في مراكزه حول عرسال. وهو دعم المواقع المتقدمة بالعتاد بدءا من حاجز وادي عطا المربوط بحاجز تلة الحصن وصولا الى حاجز وادي حميد المربوط بدوره بالمصيدة, وهي نقاط على تماس مباشر مع المسلحين.
أما ثكنة 83 فتتكامل مع نقطة وادي الرعيان وسرج حسان وهناك جهوزية عسكرية لصد اي توغل من قبل المسلحين من دون الدخول في اي معركة. كما ان مراقبة مخيمات اللاجئين السوريين متواصلة لقطع امكانية التواصل مع المسلحين في الجرود.
هنا في الجرود العرسالية الشاسعة, اعداد المسلحين الى ارتفاع وتفوق الـ 4000 بعد تقدم "حزب الله" في جرود القلمون. وتشكل خربة يونين في جرود عرسال خط تماس بين داعش والنصرة: فـ"داعش" يسيطر من خربة يونين امتدادا إلى حدود قارة السورية، فتلة المخيريمة وحورته في جرود راس بعلبك. ويقضم من جرود القاع أيضاً خربة الدمينة وصولاً إلى خربة بعيون. أما "النصرة" فتتمركز جنوب المنطقة التي يسيطر عليها تنظيم "داعش".
على صعيد آخر, هذا هو خط التماس بين "داعش" والجيش اللبناني الذي انشأ خط دفاع من جرود عرسال وصولا الى تلة الصليب في القاع مرورا بوادي رافق وتلة الجرش وتلة الحمرا في جرد رأس بعلبك. وهنا المسافة الفاصلة بين الطرفين تصل الى حوالي كلم فقط.
اما خطوط التماس بين "النصرة" والجيش اللبناني فتمتد من وادي الحقبان، فضهر عقبة الجرد ووادي عطا في عرسال مروراً بوادي الرعيان.
"حزب الله" بدوره يحاول تطبيق الكماشة على المسلحين, سوريا من جهة الشرق ومن الجنوب يتقدم في القلمون. أما خط التماس مع المسلحين فيقع لجهة جرود القاع.
طبول المعركة تقرع. ومساعي "حزب الله" تتواصل لتأمين الغطاء السياسي لها. فكيف ستتعاطى الحكومة ومن ورائها المؤسسة العسكرية مع كرة النار. هل يدخل "حزب الله" جرود عرسال؟ وهل لبنان قادر على تحمل حرب طاثفية ومذهبية في ظل اتون القتال الذي يلف المنطقة.