من ساحة الشهداء في النبطية أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مفتخرا بقتاله ضد "داعش الإرهابي" ومتناسيا أنه يقاتل لجانب قاتل الأطفال وقاهر الإنسانية ومعذب شعبه بالبراميل المتفجرة، فنصرالله لم يترك أي دليل إجرامي إلا وقدمه ضد داعش وضد "جيش الفتح"، وفي الوقت الذي أعلن فيه نصرالله أنه يحارب هذا الجيش أعلن أنه يقاتل إلى جانب نظام الأسد الوحشي مستخدما بذلك ابتسامة تخفي خلفها الكثير من المآرب والتي يحاول بها أيضا أن يخرج من مأزق إخفاقه.
فوجه كلامه إلى العقل العاطفي للإنسان واستغل بذلك غيرة العشائر البعلبكية على عرضها ونسائها وشرفها، فأعلن ولو بشكل غير مباشرتوقيت بدء المعركة في جرود عرسال حيث قال حرفيا : “ان أهلنا في البقاع وفي بعلبك – الهرمل الشرفاء إن عشائرهم وقواهم السياسية وكل فرد فيهم لن يقبلوا ببقاء إرهابي واحد ولا تكفيري واحد في جرود عرسال أو البقاع”.، مذكرا بأن داعش إن دخل سيسبي النساء ويهتك الأعراض.
.فالسيد جزم الأمر وحرض أهالي البقاع لكن من الذي قال لك أن عامة أهالي البقاع سيقبلون أن يحملوا سلاحهم في وجه بلدتهم المجاورة لأجل نصرة النظام الفاسد؟ فإن سألتهم عن رأيهم لأجابوك :يا سيد لا نفرق بين وحشية "داعش" ووحشية الأسد.
وأما فيما يتعلق بتيار المستقبل، لم يتوقف نصرالله عن محاكاة العقل العاطفي مستعينا بالعقل التحليلي، حيث أن الخوف من الموت والتشبث بالحياة هي من طبيعة الإنسان البشرية، فكان خطابه مبنيا على فرضية أن يؤثر بنفوس الآخرين لذلك قال موجها خطابه لتيار المستقبل : “إن أول ضحايا داعش والنصرة في لبنان هو تيار المستقبل وقادته ونوابه”. وأردف القول:" هل مواقف “14 آذار” تحميكم من الذبح والقتل وتحمي نساءكم من السبي؟”،
هذه الحرب النفسية التي شنها الحزب في خطابه من أجل مصالحه وتنفيذ مشروعه، ليست سوى استراتيجية أمنية-نفسية، أولا لتحقيق مآربه والدخول إلى عرسال عن طريق زج العشائر والقبائل البعلبكية إلى القتال مع جارتهم عرسال، وإلى كسب أصوات المستقبل لصالحه ثانيا.
لكن على ما يبدو أن الفشل بقي مخيما على خطاب نصرالله فهو إن توجه إلى محاكاة العاطفة، لم يستطع أن يقدم براهين مؤثرة كثيرة وما قاله أن داعش تفعل كذا وكذا، ليس شيئا جديدا، وما أراده من خطابه هذا رغم كل التبجح الذي أظهره في ابتساماته إلا أنه سيبقى وحيدا، فمن سيصدق من يدافع عن رجل ظالم وقاتل لأطفال سوريا، وكيف سنؤمن على أنفسنا وعلى كفالتكم لرجل يشهد العالم بديكتاتوريته وتشهد دموع أمهات المفقودين منذ 35 سنة على ظلمه.
فبئس الرجال من قتل إبن بلده لأجل الطغاة وبئس الحياة التي تحول رجل من ايقونة في التحرير إلى مشارك بدماء الشعب السوري في الوقت الراهن