خسر النظام السوري السيطرة على كامل الحدود السورية مع العالم الخارجي باستثناء الحدود مع لبنان والموانىء على البحر المتوسط، وكان معبر التنف الذي يصل سورية بالعراق عند حدوده الشرقية آخر المعابر التي فقد النظام سيطرته عيلها ليل اول من امس (الخميس). في هذا الوقت شنت القوات النظامية حوالى 300 غارة على مستشفى جسر الشغور في شمال غربي البلاد بعد سيطرة مقاتلي المعارضة عليه عقب اسبوعين من تعهد الرئيس بشار الاسد باستعادة المستشفى وتحرير حوالى 150 مسؤولاً كانوا محاصرين فيه. (للمزيد).

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال إن عناصر «داعش» سيطروا على معبر الوليد الحدودي المعروف بـ «معبر التنف» على حدود العراق في البادية السورية، عقب انسحاب قوات النظام منه، ما يعني أن النظام خسر آخر معابره مع العراق، حيث يسيطر «داعش» على معبر البوكمال في ريف دير الزور الذي يصل مدينتي البوكمال السورية والقائم العراقية، فيما تسيطر «وحدات حماية الشعب» الكردي على معبر اليعربية (تل كوجر) في الحسكة الذي يربط بلدة اليعربية السورية بربيعة العراقية. وبين المعابر الحدودية الرسمية الرئيسية الـ 19 بين سورية والدول المجاورة اي لبنان والاردن والعراق وتركيا، لا يسيطر النظام سوى على سبعة منها بينها خمسة مع لبنان واثنان مع تركيا، غير ان هذين المعبرين مقفلان من الجهة التركية، اضافة الى موانئ على البحر المتوسط غرب البلاد. وفيما يتحكم المقاتلون الاكراد بأربعة معابر اخرى، يسيطر «داعش» على اربعة، وكذلك الحال بالنسبة الى الفصائل الاسلامية المتحالفة معه.

وكان «داعش» سيطر اول من امس على كامل مدينة تدمر ومواقع عسكرية واقتصادية في وسط البلاد، واعلنت عائلة الشاب يونس عبد القادر مدني من مدينة الطيبة قرب تل ابيب امس ان ابنها الذي حارب ضد النظام السوري قتل في معارك مدينة تدمر. في شمال غربي سورية، قال «المرصد» ان القوات النظامية شنت 310 غارات على محيط مدينة جسر الشغور ومنطقة المستشفى الوطني على الاطراف الجنوبية الغربية للمدينة. واوضح مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن ان فصائل المعارضة سيطرت بشكل كامل على المستشفى الوطني بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لهم الذين كانوا محاصرين في الداخل منذ حوالى الشهر. وأضاف أن عشرات من المحاصرين تمكّنوا من الفرار، بينما قتل عدد من عناصر قوات النظام داخل المستشفى وخارجه، وتمّ أسر غيرهم، ولم يعرف مصير الآخرين.

وبث معارضون شريط فيديو يظهر فيه اطلاق النار على الجنود والضباط خلال فرارهم، اضافة الى صورة لبعض الاسرى. وسقطت مدينة جسر الشغور القريبة من الحدود التركية في أيدي مقاتلي المعارضة في 25 نيسان (أبريل) الماضي. وتحصّن حوالى 150 جندياً في مسشفى المدينة، ووعد الأسد في السادس من هذا الشهر بأن «الجيش (النظامي) سيصل قريباً إلى أولئك الأبطال المحاصرين في مستشفى جسر الشغور من أجل متابعة المعركة ودحر الإرهاب»