أثار كلام رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد غضب أنصار “تيار المستقبل”، بعدما توعد الأمين العام للتيار أحمد الحريري بـ: “حسابه بعدين”، ما اعتبره البعض تهديداً مباشراً، فيما اتجه البعض الآخر إلى اعتباره “زلة لسان” لا يقصد فيها رعد سوى التوعد برد سياسي.
وكان رعد تطرق في حديث لتلفزيون “الميادين” إلى العلاقة مع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ووزير العدل أشرف ريفي الذي يدعو إلى الغاء الدويلة داخل الدولة، فقال رعد: “يمكن فهم المشنوق حتى لو جرى الاختلاف معه، وآخر من يحق له التحدث عن الدويلة هو وزير العدل”، وتابع: “…وأحمد الحريري حسابه بعدين لأنه أعلى مستوى من اشرف ريفي”.
كلام رعد لم يأتِ من عدم، سبقته معركة إعلامية، إذ كان رعد قد دعا “تيار المستقبل” إلى “صحوة ضمير” فردّ عليه أحمد الحريري قائلاً: “إن هذه الدعوة هي بكل أمانة مردودة اليه والى “حزب الله”، لأن “المستقبل” وعلى رأسه سعد الحريري، لا يحتاج لمثل هذه الصحوة، وهو لو شعر للحظة واحدة ان لبنان في حاجة لمبادرة من هذا النوع لأقدم عليها من دون تردد، لكن واقع الحال هو خلاف ذلك، فـ”المستقبل” لم يحمل سلاحاً في وجه شركائه في الوطن، وهو غير متهم باغتيال أي مواطن او زعيم او نائب، ولم يلطخ يديه في دماء السوريين، ولا يغامر بخوض الحروب الاستباقية، ولا يغطي الانقلابات على الشرعية”. وأضاف: “المستقبل مرتاح الضمير”.
خطورة “حاسبه بعدين”
والأكيد أن الحوار القائم بين “المستقبل” و”حزب الله” لن يتأثر بهذه التصريحات، فقد مرّ ما هو أصعب منها واستمرَ، خصوصاً أن هناك شبه “رضى سياسي” على أحد أعمدة “المستقبل” المتمثل بالمشنوق، ويبدو أن “حسابه بعدين” كان صداها قوياً في “المستقبل”، ويقول المنسق العام للإعلام المركزي في “المستقبل” عبد السلام موسى لـ”النهار”: “كلام رعد يؤخذ على محمل الجد ولا يمكن التعاطي معه على أساس أنه مزحة”، وأضاف: “نتابع يومياً عبر المحكمة الدولية والشهادات حجم التهديدات التي كانت تصل إلى الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكان يستخف بها إلى أن وصل الأمر إلى حد اغتياله ومعه كوكبة من الشهداء”.
يبني”المستقبل” في توصيفه على اغتيالات سابقة ارتبطت بـ”حزب الله”، ولا يخفي موسى أن “خطورة كلام رعد تكمن في إنه تهديد علني مباشر من رئيس كتلة نواب “حزب الله”، وخطورته أنه تهديد من مسؤول قيادي في حزب عناصره متهمون باغتيال الحريري ومحاولة اغتيال الوزير بطرس حرب واغتيال الضابط سامر حنا وعمليات أخرى، اضافة إلى أنه حزب متورط في قتل الشعب السوري، كما أن التهديد صادر عن حزب لديه باع في الاغتيالات والقتل واطلاق هذه التهديدات وليس صادراً عن جمعية مجتمع مدني حتى يؤخذ على أنه مزحة أو زلة لسان”.
تهديد مزدوج
ويرى موسى ان “السؤال الذي يطرح نفسه هل هي زلة لسان تضمر ما تضمر من نوايا تحمل الشر لأحمد الحريري أو أشرف ريفي؟ خصوصا أن كلام رعد ينطوي على تهديد مزدوج، حينما قال: الحريري “حسابه بعدين” بعد موقفه من ريفي، وكأنه يقول إن حساب الحريري مؤجل لكن اليوم حساب ريفي، بالتقاطع مع كثير من المعلومات عن إحباط مخططات لاغتيال ريفي والحريري كما ذكرت إحدى الصحف منذ أكثر من اسبوع”.
هدر دماء
وقال: “تكمن أيضاً خطورة كلام رعد بأن هناك هدر دماء وتحليله، يذكرنا بمرحلة الوصاية السورية التي كانت تصنف الناس بين صديق لسوريا وعدو لها، واليوم نحن أمام مرحلة جديدة انطلقت منذ العام 2005، لتصنيف الناس بين أصدقاء لـ”حزب الله” وأعداء له ومصير الاخيرين هو التخوين والتهم الجاهزة غب الطلب لدرجة تهديدهم بانها ستتم محاسبتهم، بينما نجد أن أصدقاء “المقاومة” من عملاء اسرائيل تتم تبرءتهم ، أما ناقلو المتفجرات فتصدر الاحكام المخففة في حقهم بدعم من “حزب الله”، وهذه معادلة خطيرة جداً، حيث يصبح التهديد والارهاب والقتل وجهة نظر”، مطالباً “حزب الله بتوضيح كلام رعد.
موقع “النهار” حاول التواصل مع الطرف الآخر لاستيضاح قصد النائب رعد من كلامه، من دون نجاح، فيما يبدو أن هناك قراراً بالتكتم حتى اشعار آخر.