أكد الرئيس باراك أوباما ان اي اتفاق مع إيران يتناول برنامجها النووي «يجب ان يضمن المصالح القومية الاميركية» بمنع طهران من تطوير سلاح نووي وان الشراكة مع دول مجلس التعاون الخليجي «أقوى من اي رادع نووي». وأشار الى ان خسارة الرمادي «انتكاسة تكتيكية... وتستدعي استعجالا اكبر في تدريب وتجهيز القوات العراقية». وقال «ان علاقاتنا بدول الخليج ستتأثر اذا طورت برنامجاً نووياً».
وأضاف أوباما في مقابلة مع مجلة «أتلانتيك» أن على اي اتفاق «منع إيران وإغلاق جميع المسارات لامكانية حصولها على سلاح نووي» وأنه «بعد عشرين عاما من الآن وإذا حصلت ايران على السلاح النووي فإن اسمي سيكون على الاتفاق... ومن مصلحتنا القومية ومصلحتي الشخصية ايضا ان ينجح هكذا اتفاق» في حال إبرامه في نهاية حزيران (يونيو) المقبل.
وخفض الرئيس الاميركي من احتمالات إطلاق الاتفاق سباقا نووياً في المنطقة مشيراً الى انه «ليس هناك اي مؤشر من السعودية او اي دولة في مجلس التعاون بأنها تسير في هذا الاتجاه في حال نجحنا في منع ايران من الاستمرار في مسار حيازة السلاح النووي». وأضاف «أن «الحماية التي نوفرها (لدول مجلس التعاون) كشركاء أكبر قدرة على الردع من اي قنبلة نووية وهم يدركون ذلك».
وأوضح ان قمة كامب ديفيد «تناولت بعض الشكوك والقلق ليس فقط من برنامج ايران النووي بل من تداعيات رفع العقوبات وبحثنا بالمسارات الأربعة التي يوفرها الاتفاق، التي ستغلق قنوات حصول ايران على هذا السلاح والتي سأوقعها». وقال «شرحنا تقنيات وآليات الاتفاق وعودة العقوبات (في حال انتهكت ايران الاتفاق)... وهو يفهمون ان أمنهم ودفاعهم أضمن بالعمل معنا وان اي جهود سرية لبناء برنامج نووي ستأتي بتشنج في العلاقات».
وفي شأن المخاوف من انفاق إيران مردود رفع العقوبات على «اعمالها التخريبية في المنطقة» تساءل أوباما «اذا كان لدى ايران 150 بليون دولار خارج البلاد فهل يحصل الحرس الثوري الإيراني أوتوماتيكيا عليها؟ هل يترجم هذا المبلغ في زيادة قوتهم اقليميا؟ هذا ما اعترضنا عليه وقلنا انه سيكون عليهم التزام الاتفاق... وهناك آليات لرفع القيود ويأخذ ذلك وقتا». واعتبر اوباما ان جزءاً كبيراً من هذه الأموال يجب ان يتوجه الى الاقتصاد الإيراني بسبب الواقع الاقتصادي. إلا ان أوباما أقر بأن ايران ستكون تحت «ضغوط أقل لتمويل حزب الله إنما هذا لا يعني ان الحزب سيكون قادرًا على زيادة عدد قواته عشر مرات في سورية...».
وعما اذا كانت دول الخليج تنوي المضي في مشروع نووي شبيه بالبرنامج الايراني قال اوباما: «لم نجد اي اشارة من السعوديين او من اي دولة اخرى (من اعضاء مجلس التعاون) بانها ترغب في المضي في برنامج نووي خاص بها». واضاف «ان السبب يعود الى ان الامن الذي توفره الشراكة الامنية بين الولايات المتحدة وهذه الدول رادع أكبر من اي مخزون نووي مستقل».
واشار الى قناعته بان دول الخليج بما فيها السعودية، تبدو راضية بالاتفاق مع ايران، اذا تم العمل به كما هو معلن، ما سيسمح بالحؤول دون ان تشكل ايران خطراً نووياً.
وحول الوضع في العراق قال أوباما بعد يومين من سقوط الرمادي بيد «داعش»، «اننا لا نخسر... ليس هناك شك بأنها (سقوط الرمادي) خسارة تكتيكية رغم ان وضع الرمادي كان هشاً لوقت طويل». وأضاف ان السبب في ذلك «هو عدم وجود قوات عراقية دربناها وعززناها هناك». وقال ان مهام التدريب «لا تتم بالسرعة الكافية في الأنبار وفي الأجزاء السنية من البلاد فيما رأينا تقدما في الشمال».
واعتبر أوباما انه في «المناطق السنية يجب ان نزيد ليس فقط التدريب بل الالتزام وان نزيد من أنشطة القبائل السنية عما هي عليه». واعتبر ان الحرب ضد «داعش» هي في شهرها الثامن «ونحن دائما توقعنا ان تستمر سنوات ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يدرك هذه المشاكل ويعرف كيف يتم التعاطي معها». ودعا الى مشاركة البيشمركة وابناء العشائر السنية بحفظ الأمن في الانبار وبغداد.