العملية العسكرية التي قامت بها القوات الأميركية الخاصة يوم السبت الماضي في السادس عشر من الشهر الجاري في دير الزور مستهدفة قيادياً بارزاً في تنظيم الدولة الإسلامية داعش ، والتي جاءت قبيل ساعات من خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ، ومخترقة ما يفترض أنه السيادة السورية لم تستثير حفيظة النظام السوري ولم تستفز الرئيس السوري بشار الأسد ، كأن يعمد مثلاً إلى إستنكار هذه العملية وإعتبارها إختراقاً لسيادة بلاده ويطالب بإحترام هذه السيادة ، وفق ما يفترض أنّ محور المقاومة والممانعة لا يزال قوياً ومؤثراً وسيادة سوريا هي جزء من هذا المحور .
وكذلك فإنّ هذه العملية غابت عن خطاب السيد حسن نصرالله ، الذي أعلن خلاله إستمرار الحزب في الحرب المفتوحة في القلمون ، إذ أنّه لم يأتِ على ذكرها لا من قريب ولا من بعيد . وبدا لافتاً أنّ السيد نصرالله لم يعتبر العملية العسكرية الأميركية أنّها تشكل إنتهاكاً للسيادة السورية ما دامت إستهدفت تنظيم داعش الذي يقول النظام أنّه يحاربه .
وكذلك الأمر بالنسبة لإيران التي وجدت نفسها في تحالف موضوعي مع الولايات المتحدة الأميركية في العراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية ، إذ أنّ مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور علي ولايتي الذي زار العاصمة اللبنانية بيروت دعماً لما إعتبره إنجاز حزب الله وإنتصاراته في القلمون وحيث أدان ما سمّاه العدوان السعودي الوحشي على اليمن فإنّه لم يقترب إطلاقا من العملية العسكرية الأميركية ، ولم ترد في أي تصريح من أحاديثه التي أدلى بها في أعقاب لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين كونها تسجل على الأرجح في السياق التي تقول إيران أنّ حربها في العراق وسوريا ضد الجماعات الارهابية والتكفيرية .
وبالتالي فإنّ ولايتي رغب في إعطاء ثقل لإنجاز حزب الله في القلمون تأكيداً لحجم الدور الذي يقوم به وفي معرض توجيه رسائل متعددة عن رعاية إيران لذلك إنطلاقا من لبنان وحفظاً لدور الحزب مستقبلاً .
فالعملية العسكرية الأميركية التي تمثلت بإنزال جنود أميركيين تخطّت ما فهم أنه إلتزام الرئيس الأميركي باراك أوباما بضربات جوية ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا لكن من دون مخاطرته بإنزال جنود على الأرض خصوصا في سوريا. وفي السياق فإنّ إيران باتت مطمئنة نسبياً إلى ما قاله الرئيس الأميركي على أثر قمة كامب ديفيد مع مجلس التعاون الخليجي ، من أنّ هدف أيّ تعاون إستراتيجي مع الدول الخليجية ليس استمرارا للعداء مع إيران أو حتى تهميشها .
وعليه فإن طهران تطمح إلى شراكة مع الأميركيين في سوريا مماثلة للشراكة في العراق .