كما في كل معركة يدخلها حزب الله، يكون “للإعلام الحربي”دورا كبيرا في توثيق معاركه، فمنذ حرب تموز 2006 إلى عمليات القصير وغيرها داخل سوريا وصولا إلى معركة القلمون ،ترافق كاميرا الإعلام بندقياتهم وما هو ملفت في الأمر أن معركة القلمون احتلت حيزا كبيرا من اهتمام الإعلام الحربي، فبتنا وكأننا نعيش معهم في القلمون.
إحتفالات بأعياد الميلاد وصور للعناصر المنتشرة وتحيات للأصدقاء والمواقع وكأنهم في نزهة ترفيهية لا معركة، هذا بالإضافة إلى تحرك كل عنصر في كل متر من القلمون ما جعل الكاميرا متقدمة على معاركهم فاستحقوا بذلك وسام التقدير على براعتهم في التصوير.
ويحاول حزب الله تغطية كل تحركات عناصره العسكرية بأدق التفاصيل، فجال بكاميراته في المعارك، محاولا بذلك تحريك مشاعر وأفكار المشاهدين ليصدقوا الإنتصارات الوهمية، التي يعلنون عنها لكن في ظل هذه التقنيات العالية الموجودة كيف سنصدق حقيقة هذه المعارك وكيف سنقتع بأنه لم يتم التلاعب فيها؟ ففي هذا الوقت الراهن والمتطور أصبح التلاعب بالمقاطع المصورة أمرا سهلا والتمييز بين الحقيقة والخدع صعب جدا، لذلك وبكل بساطة نستطيع التحكم و"أن نغني على موالنا" واللعب على أوتار الحقيقة وهذا ما يجعل التشكيك في مصداقية هذه المقاطع أمرا محسوما.
فمن يسعى لتوثيق خطواته لا بد أن يكون لديه أهداف يرمي إليها وربما يحاول الحزب بهذه الطريقة أن يقنع جمهوره بأنه انتصر وليقدم لمقاتليه المعنويات كي لا يقعوا فريسة الحرب النفسية. تستعرض بعض القنوات خبرا عن "تحرير" تلة ما وبعد ذلك بفترة يبدأ استعراض القوة للعمليات العسكرية التي حصلت ، أوليس هذا مجرد استعراض إعلامي ومحاولة لتحقيق انتصار ربما يكون في الحقيقة إنتصار وهمي خصوصا أننا نعود لنسمع نفيا من بعض القنوات عن "التحرير".
وهنا نستطيع أن نطرح سؤالا عن مصداقية هذا الإعلام الذي يدفع بجمهوره نحو التضليل ، فنجده تارة يضخم الأحداث ويعطيها حجما كبيرا كما فعل في القصير حين أقنع جمهوره بأن هذا تحقيق لفتح مبين وبأن كل الإنتصارات لا تضاهي قيمة هذا الإنتصار ليتبين لاحقا أنها ضيعة صغيرة لا تستحق كل هذا الإهتمام وبالطبع هذا أمر لا يمكن استبعاد حصوله في معركة القلمون وهنا نستطيع التشكيك بكل ثقة بحقيقة هذا الإعلام وأهدافه. وفي هذا السياق نذكر أن كثرة التبجح بالإنتصارات واستعراض القوة والعمليات العسكرية بأدق تفاصيلها (طعام-إرسال تحيات_طريقة الهجوم-..)،تجعل أيضا الشك وارد لدى المشاهدين وهذا باعتقادنا جعل من جمهور الممانعة يشكك في الإعلام الحربي،وبإيلاء كل هذه الأهمية للتفاصيل معناه تغطية على أمور مهمة قد لا تصب في مصلحتهم.
فهل بدأ جمهور محور الممانعة يضيع في ظل هذا التضليل الإعلامي؟
لا بد إذا" من أن هذا الأمر بدأ يطرح علامات استفهامية عند الممانعين المدركين لحقيقة ما يحصل ولكن الغالبية لا زالت في سبات فكما يقال "شعبنا بيمشي ورا رئيسو متل الأعمى"، وهذا ما يفعله جمهور الحزب إذ أنه لا يسعى للتأكد من صحة المعلومات ولو تابع المواقع المعارضة ولو رجع بالزمن إلى معارك سوريا والقصير وما حصل في البحرين، لإكتشف أن هناك بعض الأمور يتم استخدامها فقط لأجل التعبير عن انتصار وهمي
ولنكن موضوعيين فحتى الآن وبرغم ما يساق في الإعلام من مقاطع مصورة لعمليات عسكرية استعراضية فلا وجود لأي انتصار سوى انتصار إعلامي حتى الآن.
فهل ستحقق نهاية معركة القلمون نتائج كالإعلام الحربي؟
سؤال برهن التطورات