مع السمعة الحسنة لمستشفى طرابلس الحكومي على الصعيد الطبي ، ومع كل ما يشاع عن تطورّها وآلاتها الحديثة والعمليات الناجحة التي تقوم بها .
إلا أنها حققت سمعة سيئة من ناحية التعامل مع المرضى وإحترامهم ولا سيما بقسم طوارئها والمختبر ، و الكلام هذا موثق بحسب شهود عيان .
فالضمان الصحي الذي يكفل لك العلاج سواء من مؤسسة الجيش أو الوزارة ، لا يصون كرامتك ولا يشتري لك إحتراماً بين أروقة الحكومي ، لتكتشف أنَ ما تحتاجه هو أهم من بطاقة ضمان ، هو "زعيم يسندك " ، و "واسطة تتصل لأجلك " .
فموظفي هذه المستشفى والذين يحسبون نفسهم أرباب على المرضى ، وأولياء على صحتهم ، يعتمدون سياسة الإذلال و "المقطعة" ، متناسيين أنهم موظفين عند هذه المواطن ، وأن مهمتهم تأمين علاجه وراحته لا إهانته وتوتيره .
ومن شهود العيان ، الذين شهدوا "المصائب" في الحكومي ، سمر .
سمر التي تملك بطاقة ضمان من الجيش ، ذهبت لإجراء الفحوصات في المستشفى وهي تروي لموقع لبنان الجديد ، التجاوزات التي صادفتها في المختبر بحق المواطن .
تقول سمر ، إهمال ، لا إحترام ، "بيجربوا فينا" ، واسطة .
فمن يقوم بسحب الدم ، هم طلاب ، لا خبرة لهم بهذا حسب كلامها ، ثم ترفع عن يديها لترينا وتضيف "فقعولي عروق ايدي مرتين" .
وتقول سمر ، هم "ستاج " ، يتمرنون بنا والأكثر من ذلك حقل تجاربهم الأطفال !
وتتابع سمر لموقعنا :
"الإهمال مش طبيعي ، بدك تبوسي إجريهن تيساعدوكي " ، " الي معه واسطة بيفوت قبل الي عم بيموت "
وعن الحالات التي أبصرتها هناك تقول :
كانت هناك إمرأة سورية ،ترجوهم ليسرعوا بفحوصات ابنها الذي لم يتناول طعاماً منذ ثلاثة أيام ، وهم يأجلونها لثاني يوم .
فقالت لهم ، ابني لم يأكل شيء من ثلاث أيام قد يحصل له شيء ، " شو نحن حيوانات " .
ليجيبها المحترم في قسم المختبر " أنتو أضرب من الحيوانات " .
وحالة أخرى روتها لنا سمر وهي ، إمرأة ابنها وضعه خطر ويرثى له ، وبإنتظار أن يجروا له صورة .
تقول سمر ، ظل ثلاث ساعات " وبالأخر بيطلع الحكيم بيحكي حكي مش لايق " ، وتتابع :
" بعد ما صوروه كان تعبان كتير وبدهن ينيموه ، قالولها ما في تخت ، ما قبلوا ينيموه وكانت حالته تعبانة فنام على المقاعد " .
ومن الشهادات التي أوصلت صوتها لموقعنا ، دارين ، فهي قصتها مع طوارىء الحكومي .
تقول دارين : "ما كنت مفكرتهن هيك ، بلا ذوق ، بلا انسانية ، مفكرين مستعبدينا "
وفي سؤالها عن الموقف الذي تعرضت له تقول :
منذ فترة لوّت أمي قدمها فقامت طبابة الجيش بتحويلنا للحكومي كونها الأقرب ، عند وصولنا تحدثت مع المسؤولة في الطوارىء ، فكانت ترد بفظاظة وطلبت منا الإنتظار لأن الدكتور عنده عملية .
انتظرنا ، وأمي على الكرسي تتألم ، ولم يجلبوا لها مسكن حتى !
وكلما سألناهم " تأففوا " .
فعدت وسألتها عن الحكيم لتقول لي : "قولي لأمك توقف نق "
هنا لم أتمالك أعصابي : فقلت لها " أمي مش عم بتنق بس هي موجوعة وانتو حبة مسكن ما جبتولا وشالحينا عالكرسي " .
فرأني ممرض "من القلة الذين يتمتعون بإنسانية في هذه "المشرحة الحكومية" ، وقامت بتأمين سرير لها بالطوارىء ، وأرسل لها المسكن .
وطلب مني ان أصعد بنفسي لأطلب من الدكتور المجيء ، فصعدت لأجده فوق وآتي به ، والمسؤولة والممرضة "حليفتها" ، ينظرون لها بلؤم .
وتقول دارين ، "القصة مش أنا ، المصيبة كل الناس عم تنهان ، قلة احترام مش طبيعية " .
هذه الشهادات جزء ممّ يتعارض له المواطن المعتر في المستشفى الحكومي ، هذه المستشفى التي يقوم بإدارتها ، ناصر عدره (تيار مستقبل) ، لنوجه عتب أوليّ للمدير والذي يشهد بأدائه ، والذي أذيع تعرضه لضغوط سياسية ، كيف له أن يقبل بهذه التجاوزات ، وكيف لتيار المستقبل ، تيار العلم والذي يعمل لأجل التنمية أن يغض النظر عن هذه المخالفات بحق الإنسان .
كما ونناشد الوزير أبو فاعور ، والذي هو صوت المواطن في الفساد الغذائي والمستشفيات ، أن ينظر لأوضاع المستشفى الحكومي ، فكرامة المواطن بحاجة للذي يحميها .