موجة حارة تسيطر على المناخ اللبناني ومصدرها السعودية ، وكأن "الجو الخليجي" رد على منتقدي "عاصفة الحزم " و "إعادة الأمل " ، برياح خمسينية ، هي رياح لن يستطيع السيد أن يحمل وزرها للمملكة ، ولن يمنتع
عنها الجنوب ولن ترفضها الضاحية .
فعلى الرغم من كل شيء تواجدت السعودية رياحاً في لبنان من شماله لجنوبه .
ولعل ما زاد الحرارة هو الجو السياسي المحتقن ، فمناحرات الزعماء ضاقت بها السماء ، لتصل حرارة الطقس كما حرارة العباد لما يعادل الأربعين .
وعلى الرغم من بعض المصادر التي تعتبر هذه الحرارة المرتفعة سابقة لبنانية ، غير أنها أبداً ليست بسابقة ، فالأجداد والجدات يستشهدون بهكذا موجة حر تتكرر كل عدة أعوام .
هذه الموجة المحملة بالرياح والغبار بدأت يوم الأحد 17 ايار وما زالت مستمرة في تضييق الخناق على اللبناني (المخنوق أصلاً) ، ومن المتوقع أن تنحسر بين يومي الأربعاء والخميس .
الحرارة كما ذكرت الأرصاد الجوية 35 على الساحل و 25 على المرتفعات ، لتتخطى الأربعين اليوم في البقاع .
وككل موجة حر ، وكأنها الموجة الأولى التي تضرب لبنان ، تسارع مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية إلى توعية لأجل الوقاية ، لحماية المزروعات والدواجن والمواطنين والسائقين من الحرارة المرتفعة .
كما وتقوم من التحذير لأجل الحرائق ، مع الإشارة أنه في كل صيف تأكل الحرائق المتعددة العديد من أحراج لبنان في ظل التباطؤ وعدم تزويد الدفاع المدني بالتقنيات اللازمة لمسارعة الإطفاء .
ولكن ، وببساطة حرارة الطقس لا تؤذي اللبناني الذي كوته البطالة والمتاجرة السياسية به ، فحرارتنا 100 درجة بفضل المسؤولين ، ومهما غضب الرب سيظل أكثر من رحمة من ساسة الحرب .
وعلى صعيد المواقف السياسية ، فتيار المستقبل وجه شكرا للملك سلمان مقدراً له هذه العاصفة التي كانت رحمة للمزروعات وللبنانيين ، بينما حزب الله اعتبرها محاولة لاحتلال لبنان طقساً ، كما وطالب من اليونيفيل حماية الحدود المناخية .
في حين صرَح زعيم التيار الوطني الحر ميشال عون ، أنها عاصفة تستهدفه تطييره هو وصهره عن الرئاسة والقيادة ، ليظل برّي مراقباً آملاً بأن تحمل طاولة حوار جديدة .