يبدو أن هذه اللجنة حطّت رحالها مؤخرا عند أحد أحد المسؤولين الماليين لحزب الله في جنوب لبنان وهو شيخ من عائلة دينية معروفة ينتسب العديد من أفرادها تاريخيا للحزب منذ تأسيسه، وذلك بعد وشاية وكشف عن ثروة لدى هذا الشيخ المسؤول تعدّ بمئات الآلاف من الدولارات كأموال منقولة وغير منقولة على شكل فيلات وسيارات وغيرها، إضافة لمعلومات استقاها أعضاء اللجنة الحزبية المكلفة بالتحقيقات حول أسلوب حياة ونمط عيش مترفة يعيشها الشيخ وعائلته، فأحيل المتهم الى التحقيق لدى قضاء الحزب، وهو جهاز يرأسه عادة أحد الفقهاء يتولى التحقيق بإمرته عدد من المحققين المختصين ذوي الخبرة، فوجد هؤلاء بعد تحقيقاتهم أن الشيخ صرف مبلغ 200 ألف دولار من دون أن يظهر ايصالات وجهة ذلك المبلغ، عندئذ، تبلغ الأمر من رؤسائه بإعادة هذا المبلغ المشكوك في وجهة صرفة الى خزينة الحزب، ولم يدّع عليه الحزب باختلاس المبلغ لأن الشيخ ادعى بدوره أنه سلّمه لمن يستحق من المحتاجين المؤمنين بمعرفته ودون العودة لمسؤوليه.

فظاهرة الفساد في بلدنا هي ظاهرة وطنية بامتياز يسجّل للحزب فيها أنه داخلها غير أن ما تسرّب لموقع “جنوبية” حول هذا التحقيق، أن طرفا فاعلا في الحزب وهو شيخ أيضا ومسؤول ديني للحزب كبير في البقاع يدفع في التحقيق باتجاه ادانة الشيخ بشكل كامل وجعله يدفع ثمنا أكبر بكثير من المبلغ المتهم بتبديده، وذلك لأن الشيخ الجنوبي المتهم أورد خلال التحقيق معه اسم أحد أقرباء الشيخ المسؤول البقاعي، مما جعل الأخير يستشيط غيظا وغضبا، ويسخّر كل نفوذه للإنتقام من الشيخ المتهم الموضوع حاليا قيد الاقامة الجبرية والتحقيق في منزله في الجنوب.

مصدر في عائلة الشيخ الجنوبي المتهم قال لموقع جنوبية أنه جرى التنازل عن الفيلا وعقارات بقيمة مليون دولار أميركي من أملاك الشيخ وصادرتها مالية حزب الله، لكن اللجنة ما زالت تضغط وتطالبه بالمزيد مع أن المبلغ دفع أضعافا مضاعفة على حدّ قول مصدرنا العائلي، الذي أضاف “وكأن المطلوب هو ذلّ الشيخ وعائلته وتفقيرهم بتنازلهم عن كل ما يملكونه بغض النظر عن قيمة المبلغ المطلوب”.

الشيخ الجنوبي المتهم تنازل عن فيلا وعقارات بقيمة مليون دولار أميركي وصادرتها مالية حزب الله هذا ما تسرّب بشكل أكيد ودون زيادة ولا نقصان إلى موقعنا، وموقع جنوبية لا ينشر هذه المعلومات للتشهير أو للتشفي كما يحلو لبعض مناصري حزب الله ومؤيديه الادعاء عندما نكشف عن حالات هدر وفساد داخل الحزب، فهذه هي مهمة الاعلام الحقيقية التي تكمن في الإضاءة والكشف عن الخلل في مجتمعنا لمعالجته، ومن ناحية ثانية فإن حزب الله يبدو في هذه الحالة أنه حزب لبناني في النهاية، فظاهرة الفساد في بلدنا هي ظاهرة وطنية بامتياز يسجّل للحزب فيها أنه داخلها، فهو إذن ليس بغريب عن بيئته كما يشيع خصومه، كما يسجّل له أنه سبق الدولة في معالجة هذه الآفة ومواجهتها قبل أن تستفحل في جسمه فتتمكّن منه وتميته، كما أماتت إدارات دولتنا المترهلة الفاسدة.  

بقلم علي العاملي